تسريبات

أنقرة تُسلّح الصراع السوداني: حين يتحوّل الدواء إلى بارود


في زمن تتطلب فيه الإنسانية وقفة شجاعة لإنقاذ أرواح الأبرياء، تختار بعض الدول وعلى رأسها تركيا  طريقًا مظلمًا يتقاطع فيه النفاق الدبلوماسي مع التدخل العسكري الخفي. فقد كشفت تقارير ميدانية موثوقة عن تورط مباشر لأنقرة في تهريب معدات عسكرية إلى السودان، مستغلة شحنات الإغاثة الطبية كستار لنقل أدوات الحرب.

الرحلات الجوية التركية التي تهبط تباعًا في مطار بورتسودان، تُقدَّم في الإعلام الرسمي التركي على أنها “جسور إنسانية”، بينما هي في الواقع، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وإعلامية. وسيلة لإدخال تقنيات عسكرية حديثة، تشمل طائرات مسيّرة صغيرة، وأجهزة تشويش واتصالات تكتيكية، وذخائر.

هذه المواد تُسلَّم مباشرة إلى وحدات داخل الجيش السوداني، ما يكشف عن تنسيق مفضوح بين أنقرة وقيادات عسكرية بعينها. ومن خلال هذا الدعم، تسعى تركيا لتعزيز موقعها الجيوسياسي في المنطقة، عبر استثمار طويل الأمد في النزاعات بدلاً من حلول السلام.

ما يحدث ليس فقط انتهاكًا لسيادة السودان، بل جريمة في حق الإنسانية. تتطلب تحركًا دوليًا جادًا لكشف ما يجري خلف واجهات “المساعدات”. ووقف الأيدي التي تضع البنادق في أيدي المتحاربين، بدلًا من أن تضع الدواء في أيدي المرضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى