أحداث

«تسونامي الوسوم» السوداني: رد شعبي يقاوم تصعيد الإخوان


تهديدات إخوان السودان بتصفية المدنيين ترتد عليهم وبالا في شكل «تسونامي غضب» فضح أجندة كامنة وراء الرصاصة الأولى للحرب التي أشعلوها.

وقبل انقشاع غبار المعارك بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في السودان، ظهرت إلى السطح قيادات التنظيم التي أشعلت الصراع – وفق تقارير إعلامية- لقطف ثمار الحرب. وإرسال تهديدات بتصفية الناشطين المطالبين بالحكم المدني الديمقراطي.

وترافقت حملة التهديدات الإخوانية للناشطين، مع حملة إعدامات ميدانية بحق شباب بمنطقة “الحلفايا” شمالي مدينة الخرطوم بحري.

وتحدثت تقارير صحفية وبيانات للقوى السياسية عن إعدامات ميدانية. بحق عشرات الشباب بتهمة التعاون مع قوات “الدعم السريع” في منطقة “الحلفايا” شمالي مدينة بحري.

وسرعان ما طالب خبير الأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان. رضوان نويصر، بإجراء تحقيق مستقل في الإعدامات الميدانية التي نُفذت بحق الشباب بمدينة بحري.

وبحسب تقارير إعلامية، أطلق إخوان السودان «الرصاصة الأولى» في الحرب الدائرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، ما أدى إلى تعقيد الأزمة، ومقتل الآلاف ونزوح الملايين.

تهديدات

ومؤخرا، ظهر عنصر من إخوان السودان يُدعى محمد الشكري، في مقطع فيديو مصور، أطلق عبره تهديدات بقتل أي سوداني يطالب بالحكم المدني في البلاد.

وقال العنصر الإخواني في تسجيلاته “هذه الحرب مات وأُسر فيها رجال. ولا نريد أن نسمع مدنية وفوضى فارغة … سنوديه (سنرسله) إلى الله – أي سنقتله”.

وتقول الناشطة الحقوقية السودانية، حنان حسن. إن “ما تفوه به محمد الشكري هو السبب الأساسي للحرب”.

وأضافت حنان أن “الشكري كشخص بسيط تنقصه حصافة السياسيين المحترفين. وتفوه بحقيقة ما يقوله الفلول فيما بينهم، وهي نفس الأحاديث التي كنا نسمعها أيام ما يسمونها بمواكب الكرام وفي إفطاراتهم الرمضانية”.

وتابعت: “الحرب حربهم أشعلوها لقطع الطريق أمام استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي”.

ومضت تقول: “لا يؤمنون بوطن ولا وطنية، فقط ولاؤهم للتنظيم وفكره المتطرف، هذا يؤكد سردية أن هذه الحرب حربهم ويؤكد أيضا سيطرة التنظيم على قرار الجيش يستغلونه ويستغلون موارد الدولة لاستعادة حكمهم”.

«تسونامي وسوم»

ردا على التهديدات، أطلق الآلاف حملات ووسوما على منصات التواصل الاجتماعي، أعادت إلى الأذهان عنفوان ثورة ديسمبر/كانون أول 2019 .التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير الذي استمر 3 عقود.

وسرعان ما أصدرت منظمات حقوقية ونشطاء بيانات. وذكرت أن التهديدات بالتصفية تأتي في إطار حملة منظمة لتصفية الرافضين للحرب والداعمين للتحول المدني الديمقراطي.

 وقال “تجمع الثوار المقاومون” (نشطاء) في بيان: “شاهدنا وسمعنا في وسائل التواصل الاجتماعي تهديدات أطلقتها مجموعة من الإخوان الإرهابيين .ويبشرون بانتهاء ثورة ديسمبر/كانون الأول ظنا منهم أن هذا الحرب العبثية هي نهاية الثورة”.

وأضاف: “سنظل مقاومون للأبد وسوف نكون خنجرا مسموما في أعين الجماعات الإرهابية. متى ما توقفت الحرب العبثية سيشهر ملايين السودانيين هتافهم في الشوارع”.

وبعد 3 عقود في الحكم، أُودع الرئيس المعزول عمر البشير سجن “كوبر” المركزي شمالي الخرطوم، عقب عزل الجيش له من الرئاسة في 11 أبريل/ نيسان 2019. تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الوضع الاقتصادي.

«ثمار الحرب»

وعقب التهديدات بتصفية المدنيين وظهور قيادات النظام البائد إلى العلن، قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف: “وصل مساء اليوم (ليل الثلاثاء). إلى مطار بورتسودان، رئيس حزب المؤتمر الوطني المنحل إبراهيم محمود”.

وأضاف: “وفي اليوم نفسه، شهد خطاب الفريق أول شمس الدين كباشي لجنوده، حضور أحمد عباس، رئيس حزب المؤتمر الوطني بولاية سنار وواليها السابق خلال فترة حكم النظام البائد”.

وتابع يوسف عبر حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”: “هذه الحرب هي حرب النظام البائدة للعودة إلى السلطة على حساب أرواح الشعب وتدمير البلاد. هم من أشعلوا نارها وهم من يستثمر في استمرارها، وها هم ذا الآن يسارعون لجني ثمارها قبل أن ينقشع غبار المعركة”.

وشدد على أن “هذه هي الحقيقة التي لن تستطيع أبواق التضليل الإعلامي إخفاءها. إنها حرب شر مطلق لا يمكن أن يأتي منها خير. ولا يمكن لمن شارك بحق في ثورة ديسمبر (2019). أن يتصالح معها أو يشرعن أطرافها أو يحاول تبريرها بأي شكل من الأشكال”.

وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان. حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع“. حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى