تصريحات ياسر العطا تثير غضبا واسعا
أثارت التصريحات الأخيرة لمساعد قائد الجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، التي أشار فيها إلى أن الجيش لن يسلم السلطة لحكومة مدنية، غضب القوى السياسية في البلاد، واعتبرته “اعترافا نادرا كشف حقيقة استمرار الحرب”. كما ألمح العطا إلى إمكانية انفصال غرب السودان، في حال عدم التوافق مع الوسط والشمال والشرق.
وقال العطا، خلال حديث أمام مجموعة سياسية في مدينة أم درمان، يوم السبت، إن “الجيش لن يسلم السلطة إلى قوى سياسية مدنية من دون انتخابات”، مؤكدًا أن قائد الجيش سيكون خلال الفترة الانتقالية هو “رأس الدولة والمشرف عليها”.
وقال الناطق باسم قوى الحرية والتغيير، جعفر حسن عثمان، إن “الجنرال ياسر العطا بتصريحه ذكر الحقيقة المجرّدة، وقال ما خبأه الآخرون من الأسباب الرئيسية التي من أجلها أضرموا النيران في كل الأرجاء”.
وأضاف حسن، في تصريح صحفي: “كنّا نعلم من اللحظة الأولى أن من أهم أهداف هذه الحرب هي الاستمرار في مقاليد السلطة ولو بأي ثمن”، لافتا إلى أن الرجل في تصريحه كشف السبب الرئيسي وراء هذه الحرب.
من جهته، قال القيادي في تنسيقية “تقدم”، ياسر عرمان، إن العطا في لحظة صدق نادرة أفصح عن الأهداف الحقيقية للحرب الجارية، ونوايا الذين يقفون من خلفها، موضحًا أن “الحرب لم تكن يومًا من أجل الكرامة أو الوطن، بل من أجل استعادة السلطة والجاه للإسلاميين وحلفائهم من كبار الضباط”.
وأضاف عرمان: “من دون بناء جيش وطني مهني، لن نصل إلى استقرار أو ديمقراطية أو تنمية”، مشيرا إلى أن “الحركة الإسلامية لن ترجع إلى حجمها الطبيعي ولن تترك الحروب والفساد والاستبداد والتنمر إلا إذا تم إنزالها من على ظهر الجيش”.
وشدد عرمان، في تصريح صحفي، على ضرورة الفصل بين أي مفاوضات لوقف إطلاق النار والعملية السياسية، مشددا على ضرورة العمل من أجل وقف الحرب أولاً، ومن دون ربطها بالعملية السياسية في هذا التوقيت.
بدوره، قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، إن الفريق ياسر العطا كشف حقيقة جانب من أهداف الحرب وغاياتها، مضيفا: “بالفعل هي حرب ترسيخ سلطة عسكرية استبدادية وقطع الطريق أمام أي آمال في تحول مدني ديمقراطي في السودان”.
وأشار، في تصريح على منصة “إكس”، إلى أن “الحرب الحالية هي امتداد لسلسلة طويلة من المؤامرات والتعديات لقطع الطريق أمام الثورة الشعبية التي أطاحت بعمر البشير، بدايةً من فض اعتصام القيادة العامة، مروراً بالتآمر على الفترة الانتقالية وخنقها بإثارة الاضطرابات الأمنية في أرجاء البلاد، وقفل شرق السودان واعتصام القصر، وصولاً لانقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021”.
وشدد خالد عمر على أن “القوى المدنية الديمقراطية لن تضل الطريق ولن تزيغ الحرب الجارية بصائرها، وستظل تفضح زيف سردياتها الكاذبة وتقف بالمرصاد لكل من أراد بالبلاد وشعبها شراً”.
دعوة للانفصال
كما أثار العطا غضبا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما ألمح إلى إمكانية انفصال غرب السودان، في حال عدم التوافق مع الوسط والشمال والشرق.
ولقيت تلك التصريحات غضبا واسعا، وسط رفض لدعوة الانفصال، إذ أكد نشطاء أن مثل هذه الدعوات ستبث روح الكراهية في أوساط الشعب السوداني، وتغذي مساعي عناصر النظام السابق لإشعال حرب أهلية في البلاد.
وقال العطا، في مقطع فيديو أمام ضباط من الجيش السوداني: “في حال عدم التوافق بين الوسط والشمال والشرق، يمكنهم أخذ دارفور ونصف كردفان وجبال النوبة والجزء الأكبر من الانقسنا بالنيل الأزرق لإقامة دولتهم”.
وأضاف: “نحن عرب الوسط والشمال إذا توافقنا معهم (قوات الدعم السريع) حسناً، وإذا لم نتوافق معهم فليذهبوا ويفصلوا دارفور وكردفان وجبال النوبة والجزء الأكبر من الانقسنا ويشكلوا دولتهم”، مردفا بالقول: “هذه هي الحقيقة”.