تحقيقات

أدوات الكيزان لإسقاط السودان بمستنقع الفوضى؟

وفي السودان الآن، حرب أهلكت الحرث والنسل، ومشهد مؤلم من الوجع الذي يعيشه ملايين البشر هناك، نتيجة احتدام القتال وانعدام الأمن، وتفشي الأوبئة، لكن الإخوان والذين يسمون في السودان بـ الكيزان، يعيشون في عالم موازٍ تماماً، عالمٌ همه شتم الآخرين وسب الداعمين والهجوم على المنقذين.

ورمي التهم جزافاً ضد دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل بعض المحسوبين على جهات سودانية رسمية، هو أسلوب ممجوج ومقرفٌ، ومن المؤكد أنه يهدف لإعادة إنتاج الأزمات والتنصل من المسؤولية التي تقع على عاتق هؤلاء والجهات التي يمثلونها.

‏ومن المهم القول بأن علاقة الإمارات باعتبارها دولة رائدة ومعروفة بمواقفها الإنسانية مع الشعب السوداني الشقيق، هي علاقة تاريخية في كل الظروف، ولن تحول تلك المهاترات الفارغة عن العمل الإماراتي مع الشركاء من أصدقاء وأشقاء لإيجاد حل سياسي عاجل يحفظ السودان واستقراره.

ومن المنطقي لربما أن تمثل الإمارات هاجساً مخيفاً لكل جماعة الإخوان بمختلف تفرغاتها وأجنداتها، لأن السبب معروف، فالإمارات أعلنت الحرب منذ سنوات على هذه المليشيا المارقة، وأرادت الإمارات وتريد تنقية الأجواء الإقليمية والعالمية من خطر تلويثهم لفكر وحياة الإنسان والبلدان.

ولأن الإخوان يرون الآن، أن حرب السودان ليست أزمة سياسية وعسكرية فقط، بل فرصة تاريخية للعودة إلى المشهد السياسي عبر الحكم ولو أدى ذلك لتقسيم المقسم أصلاً في السودان، فإنهم يرون في سياسات دولة الإمارات الهادفة لصنع السلام، وإنقاذ الناس ومساعدة المنكوبين، سياسة معادية لهم.

فالمتطرف يا سادة يكره المعتدل، والكاذب يحقد على الصادق، والفاشلون يعادون الناجحين، والإخوانجي فئة متطرفة تنطبق عليها كل هاتيك الأوصاف، بل زد على هذا كله، أن إخونج السودان تتجاوز غاياتهم الآن تاريخهم الأسود، في التحالف مع تنظيم القاعدة يوم استضافتهم أسامة بن لادن، والعمالة لإيران حين سلموها ميناء سواكن، وغير ذلك من الخطر الشديد الذي تمثله قيادات هذه المنظمة المتطرفة.

ولأن استراتيجية دولة الإمارات حيال السودان وغيره من الأوطان تقوم على أسس واضحة وشفافة، قوامها العمل المؤسسي والشراكة الأخوية واحترام سيادة الدول ومصالحها، فإن قواميس الإخونج تخلو من كل تلك المفردات، فهم أتباع لكل نهج شاذ، ويتشاطرون الأذى مع كل طامع ببلدانهم.

ولأن الإعلام اليوم مليء أحياناً بأخبار زائفة، لابد من الإشارة إلى أن تورط أي مسؤول حكومي سوداني في الاتهامات دون دليل لأي بلد، هو أمر يفضح توجهاته الإخوانية من جهة، ويكشف حجم استغلاله للأزمة في بلده، بغية تسويق مشروع جماعته الإخوانية من جهة أخرى، ولأن دولة الإمارات لديها مناعة عالية ضد كل فيروسات الإشاعات والأكاذيب، لابد أن نقول: إن حبل الكذب قصير جداً أيها الإخونج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى