أحداث

عيد الأضحى تحت صراع السودان


تغيرت كل ملامح العاصمة الخرطوم في السودان، فقد أصبحت مدينة التقاء النهرين مدينة أشباح، وعلى مدار ثلاثة أشهر متواصلة ومستمرة من الحرب السودانية، يواصل الشعب السوداني المعاناة والكوارث.

وبحلول عيد الأضحى المبارك واحتفال المسلمين في جميع أنحاء العالم، يواجه السودانيون عيدا بلا فرحة ولا أضاحٍ، فقد أصبحت المدينة مدينة أشباح لا مكان للإنسانية بها.

افتقاد العيد

وأفادت تقارير إعلامية واردة، افتقدت الخرطوم أي مظهر من مظاهر العيد المعتادة والتي كانت تتجسد في الازدحام الشديد في الأسواق، ورائحة الماشية التي كانت تجهز للذبح. والتي حلت محلها رائحة الموت والمحاولات المستميتة لسكانها لإيجاد طرق آمنة للخروج إلى أقاليم أو مناطق أخرى قد تكون أقل خطورة في ظل الرصاص المنهمر في وسط الخرطوم والذي لا يفرق بين العسكريين والمدنيين.

وتحولت ليلة العيد إلى مأساة حقيقية، حيث أجبر القصف العنيف السكان على الالتزام بمنازلهم، في حين كان يسمع صراخ الأطفال بشكل واضح في بعض الأحياء، نتيجة للجوع والعطش.

وشملت الاشتباكات أحياء الخرطوم شرق والعمارات والصحافة وجبرة وجنوب الحزام، إضافة إلى مناطق واسعة في مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.

هدنة العيد.. ولكن!

وقد أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو عن هدنة من طرف واحد في البلاد، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بمناسبة عيد الاضحى المبارك، فيما عدا حالات الدفاع عن النفس، والسبب أن قوات الجيش لم تعلن الهدنة حتى الآن.

وقال حميدتي في تسجيل صوتي عبر صفحته في موقع فيسبوك: “نعلن من جانبنا الهدنة من جانب واحد في يوم الوقوف بعرفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك، فيما عدا حالات الدفاع عن النفس، ونتمنى أن تكون هذه الأيام فرصة للتسامح والمصالحة بين جميع أفراد مكونات شعبنا”.

إلغاء صلاة العيد للمرة الثانية في السودان

وللمرة الثانية وبعد عيد الفطر، ألغت عدد من المساجد صلاة العيد وسط تزايد كبير في الضحايا المدنيين الذين قدرت مصادر مستقلة أعدادهم بأكثر من 300 قتيل ونحو 4 آلاف مصاب منذ بدء الاشتباكات.

وكانت الاشتباكات قد تجددت في الساعات الأولى من صباح الخميس في محيط مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، ومناطق مختلفة بالعاصمة السودانية، إضافة لمنطقتي كافوري وصالحة في أم درمان. 

معاناة منذ ثلاثة شهور

وتقول الإعلامية السودانية داليا إلياس: إن الشعب السوداني يعاني منذ أكثر من ثلاثة أشهر، والسودان التي كانت تصدر للعالم العربي أضاحي العيد أصبحت هي المذبوحة بسبب الحرب.

وأكدت إلياس أنه بالرغم من العمل على هدنة مؤقتة في العيد إلا أن الشعب السوداني يشكك في ذلك، وكم من هدنات تمت إعلامياً ولم تحدث نهائياً، والسودان الآن أصبح في انتظار القادم من زيادة الدماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى