أحداث

أسوأ كارثة إنسانية في العالم.. دارفور تنزف في عيد الأضحى


قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، شهد السودان حادث عكس عمق الأزمة الإنسانية، حيث تعرضت قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تحمل مساعدات غذائية عاجلة إلى مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور لهجوم مسلح عنيف أدى إلى مقتل خمسة من موظفي المنظمة الدولية وإصابة آخرين، فضلاً عن تدمير الشحنات الغذائية التي كانت في طريقها إلى مدنيين لم يتلقوا أي مساعدة إنسانية منذ أكثر من عام، القافلة، المؤلفة من 15 شاحنة، كانت تمثل شريان الحياة الأخير لأهالي المدينة المحاصرة، إلا أن العنف المسلح حرمهم من هذه الفرصة.

وأكدت شبكة “إن بي آر” الأمريكية، أن الحادث فاقم من أزمة السودان وخصوصًا ولاية دارفور التي تعتبر مركز الحرب الأهلية والاضطرابات في الوقت الحالي.

إدانة دولية

وأشارت الشبكة، أن الأمم المتحدة أدانت الهجوم بأشد العبارات، مؤكدة أن من نفّذ هذا الاعتداء ارتكب فعلاً مروعًا بحق موظفين إنسانيين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى العائلات المنكوبة والأطفال في المناطق المتضررة من المجاعة.

وشددت المنظمة على أن عدم وصول المساعدات إلى مستحقيها يمثل مأساة مضافة للأزمة الحالية.

وضع إنساني متدهور

الهجوم جاء في وقت يشهد فيه إقليم دارفور وضعًا أمنيًا وإنسانيًا متدهورًا، في ظل حرب أهلية مستمرة منذ عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. مدينة الفاشر، التي تُعدّ آخر معاقل الجيش في الإقليم الغربي النائي، تتعرض لهجمات مكثفة منذ العام الماضي. 

ورغم أن الأمم المتحدة لم تحدد الجهة المسؤولة عن استهداف القافلة، فإن الطرفين تبادلا الاتهامات باستخدام طائرات مسيّرة في الهجوم.

وبلغت الأزمة السودانية مستويات غير مسبوقة، حيث قُتل عشرات الآلاف ونزح نحو 13 مليون شخص منذ اندلاع الحرب.

ووصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه الأسوأ عالميًا من حيث الكارثة الإنسانية، بينما أشار برنامج الأغذية العالمي أن قرابة 25 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد.

كشفت بعض المنظمات الطبية، أن المدنيين يتعرضون يومياً لعنف مروّع في الطرق العامة والمزارع والأسواق وحتى في منازلهم، مشيرة إلى استمرار الضربات الجوية والطائرات المسيّرة التي تطال جنوب دارفور ومناطق أخرى، ومنظمة هيومن رايتس ووتش بدورها اتهمت القوات المسلحة السودانية بتنفيذ غارات جوية عشوائية أصابت المدنيين.

في ظل تصاعد العنف وانهيار الخدمات الإنسانية، تتجه دارفور وبقية السودان نحو كارثة كبرى، فيما يعجز المجتمع الدولي عن التدخل الحاسم، ويبدو أن المدنيين في الإقليم باتوا وحدهم في مواجهة العنف والمجاعة والانتهاكات، في ظل حرب لا تبقي ولا تذر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى