أحداث

السودان: علي الحاج يشدد على أهمية الحوار لإيقاف النزاع


أكد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، علي الحاج، في تصريحات حديثة، أن الحرب المستعرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع تعتبر “عبثية”، مشدداً على أن استمرارها يهدد وحدة البلاد ومستقبلها. ودعا الحاج الجيش إلى التفاوض مع قوات الدعم السريع إذا لم يتمكن من حسم المعركة عسكرياً، مشيراً إلى أن ذلك ضرورة للحفاظ على أرواح الأبرياء واستقرار الوطن.

وقال الحاج: “الحرب الدائرة لا تخدم أي طرف سوداني، بل تزيد من معاناة المواطنين وتعمق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد”. وأضاف أن قادة الجيش والدعم السريع يتحملون المسؤولية الأكبر في إشعال هذا الصراع، إلى جانب بعض القادة السياسيين الذين كانوا يدعون إلى الحسم بالقوة.

الاتفاق الإطاري فرصة لإيقاف الحرب

أوضح علي الحاج أن الاتفاق الإطاري، الذي وُقّع بين الأطراف السودانية قبل اندلاع الحرب، يمثل جهداً سودانياً خالصاً ويصلح كقاعدة لإيقاف النزاع وإعادة السودان إلى طريق الحوار السياسي. وشدد على أهمية العمل من أجل تحقيق السلام، قائلاً: “الحل ليس في استمرار الحرب، بل في الحوار الجاد بين جميع الأطراف”.

ورفض الحاج عرضاً من قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة بديلة، موضحاً أن موقفه نابع من قناعته بأن السودان يحتاج إلى حلول جماعية ومشتركة، وليس إلى انقسامات جديدة تزيد الأوضاع سوءاً.

انتقادات لقادة المؤتمر الوطني

انتقد الأمين العام بعض قادة حزب المؤتمر الوطني الذين كانوا معه في السجن، مشيراً إلى أنهم تبنوا خطاباً يعتمد على العنف كوسيلة لاسترداد السلطة، وهو ما أسهم في تأجيج الأزمة. وقال: “هناك من كانوا يقولون إن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وهذا النهج أدى إلى تعميق الأزمة السياسية والعسكرية في البلاد”.

واختتم علي الحاج تصريحاته بالتأكيد على أن السودان يحتاج إلى قيادة حكيمة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، داعياً جميع الأطراف إلى تقديم تنازلات من أجل وقف الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية.

نظرة مستقبلية

تأتي تصريحات علي الحاج في وقت يمر فيه السودان بأزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة، حيث تتزايد معاناة المدنيين بسبب النزاع الذي دخل شهره التاسع عشر. وبينما يرى البعض أن التفاوض قد يكون الحل الأمثل، يظل السؤال الأكبر هو: هل ستتمكن الأطراف المتنازعة من وضع مصلحة السودان فوق المصالح الضيقة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى