تحذيرات من الداخل: الجماعات الإسلامية تغذي الصراع المسلح في السودان

في خضم الحرب الأهلية المستمرة في السودان منذ أبريل 2023. برزت الميليشيات الإسلامية كعامل رئيسي في تصعيد الصراع وتأجيج الأوضاع الأمنية والإنسانية في البلاد.
هذه الجماعات، التي كانت نشطة في فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، عادت للظهور مجددًا، متحالفة مع الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع؛ ما أدى إلى تعقيد المشهد العسكري والسياسي.
-
مخاوف متزايدة في السودان من سيطرة الميليشيات الإسلامية على الدولة
-
مخاوف من تحول الميليشيات الإسلامية بالسودان إلى “دولة داخل الدولة”
تشكيلات الميليشيات الإسلامية وأدوارها
من أبرز هذه الجماعات “كتيبة البراء بن مالك”، التي تُعد من أبرز التشكيلات الإسلامية المسلحة في السودان. تأسست هذه الكتيبة في عام 2020، وهي جزء من “قوات الدفاع الشعبي” التي كانت نشطة خلال فترة حكم البشير، والمعروفة حاليًا بـ”كتائب الظل”.
تُظهر التقارير أن هذه الكتيبة شاركت بفعالية في المعارك ضد قوات الدعم السريع في عدة مناطق، بما في ذلك الخرطوم وسنار. وتُتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك استهداف المدنيين واحتجاز نشطاء الإغاثة.
-
جرائم حرب ضد الإنسانية ترتكبها الميليشيات الإسلامية في السودان
-
تحالف هش: الجيش السوداني يخشى من تمدد الكتائب الإسلامية
إلى جانب ذلك، ظهرت فصائل إسلامية أخرى مثل: “المرابطون” و”الصحوة الإسلامية”. التي تُعتبر امتدادًا للحركة الإسلامية السودانية، وتشارك في القتال إلى جانب الجيش السوداني. هذه الجماعات تستفيد من الدعم الشعبي في بعض المناطق، مما يعزز من قدرتها على الاستمرار في الصراع.
التداعيات الإقليمية والدولية
تثير عودة هذه الميليشيات الإسلامية إلى الساحة السودانية قلقًا لدى الدول العربية .التي تُصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية. تخشى هذه الدول من أن يؤدي تعزيز نفوذ هذه الجماعات إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل تزايد تدخلات القوى الإقليمية والدولية في الصراع السوداني.
-
ضربة جوية غامضة في بورتسودان تكشف تورط خبراء أجانب وتسليح إيراني… وصمت يثير التساؤلات من البرهان والحركة الإسلامية
-
رئيس حركة جيش تحرير السودان: انتصار السودان مرتبط بهزيمة الحركة الإسلامية
من جهة أخرى، تُشير بعض التقارير أن بعض هذه الجماعات تتلقى دعمًا من دول إقليمية،د؛ مما يُعقد من جهود المجتمع الدولي الرامية إلى إنهاء الصراع وتحقيق تسوية سياسية شاملة.
إن تزايد دور الميليشيات الإسلامية في الصراع السوداني يُعد من أبرز العوامل التي تُؤجج الأوضاع وتُعقد من فرص الوصول إلى حل سلمي. تتطلب المرحلة الحالية تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لدعم جهود الوساطة وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين، مع ضرورة الضغط على جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
قال المحلل السياسي السوداني الدكتور أحمد البرير: إن “الميليشيات الإسلامية تلعب دورًا مركزيًا في تصعيد النزاع المسلح بالسودان. خاصة في المناطق التي تشهد اشتباكات متكررة بين الجيش وقوات الدعم السريع“.
-
ارتباط الجيش والبرهان بالحركة الإسلامية: اتفاقات سرية وواجهات جديدة
-
الأوضاع في السودان: الجيش والحركة الإسلامية في مشهد مضطرب
وأضاف البرير “هذه الجماعات، التي كانت جزءًا من النظام السابق.تستغل الفراغ الأمني والفوضى الحالية لتعزيز وجودها وزيادة نفوذها. مما يساهم في إطالة أمد الحرب وتأجيج الأوضاع بشكل مستمر”.
وأشار، أن “وجود هذه الميليشيات يعقد فرص التوصل إلى تسوية سياسية شاملة. لأنها ترفض الانخراط في أي حوار يهدد مصالحها أو يحد من نفوذها”.
وأوضح البرير، أن “حل الأزمة في السودان يتطلب تحييد هذه الميليشيات عن الصراع. وتفكيكها أو دمجها في إطار الدولة الشرعي، إلى جانب دعم جهود المصالحة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات الأمن والسيادة.
وختم بالقول: “بدون معالجة ملف الميليشيات بشكل جذري. سيظل السودان غارقًا في دائرة العنف وعدم الاستقرار”.
-
الحركة الإسلامية في السودان: التاريخ السياسي والارتباط العسكري وتجديد الواجهة السياسية
-
التاريخ السياسي للحركة الإسلامية في السودان وعلاقتها بالجيش: البرهان نموذجا
-
الحركة الإسلامية السودانية تتبرأ من عبد الحي يوسف عقب تصريحاته المثيرة للجدل
