أحداث

واشنطن تستخدم العقوبات كوسيلة ضغط على قائد الجيش السوداني


بدأ سريان العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على “قوات بورتسودان”، بسبب استخدامها أسلحة كيميائية ضد المدنيين، في خطوة وصفتها مصادر دبلوماسية سودانية بأنها جزء من سياسة الضغط التي تنتهجها واشنطن للضغط على عبد الفتاح البرهان ودفعه نحو الحل السلمي ووقف الحرب الدائرة في البلاد.

وقال مسؤول أمريكي رفيع، يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي، الخميس، إن حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية أو بيولوجية فتاكة ضد مواطنيها، في انتهاك واضح للقانون الدولي.

أنواع العقوبات

وتشمل العقوبات حظر بيع أي مواد أو خدمات دفاعية للسودان، بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة الأمريكي، إضافة إلى وقف إصدار تراخيص تصدير أي أصناف مدرجة ضمن قائمة الذخائر الأمريكية إلى السودان.

ووفقًا للمصادر، فإن الرئيس دونالد ترامب يواصل النهج الذي رسمته الإدارة الأمريكية السابقة، والتي فرضت في أيامها الأخيرة، وتحديدًا في يناير/كانون الثاني الماضي، عقوبات مالية على قائد قوات بورتسودان.

وأتهمت الإدارة الأمريكية الجيش، بقيادة البرهان، بارتكاب هجمات مميتة ضد المدنيين، وشن غارات جوية على المدارس والأسواق والمستشفيات، إضافة إلى استخدام الحصار الغذائي كسلاح في الحرب ومنع وصول المساعدات الإنسانية

أثر العقوبات

وأكدت المصادر أن العقوبات الحالية تُعد الأشد على السودان، ولا تمنح البرهان أي مجال للمناورة، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية قد تتجه إلى فرض المزيد من العقوبات المشددة التي ستقيد تحركاته بشكل كبير.

وأضافت المصادر أن العقوبات ستؤثر على قطاعات حيوية في البلاد، لاسيما في ما يتعلق بوقف المساعدات المالية وضمانات الائتمان، بالإضافة إلى تعليق عمليات التصدير والاستيراد عبر القنوات الرسمية الأمريكية.

البرهان يعزل السودان

وأشارت المصادر نفسها إلى أن تخفيف العقوبات أو رفعها سيبقى رهينًا بالشروط الأمريكية، والتي تنص على أن “لا حل عسكريًا للنزاع في السودان”.

وأكدت المصادر أن استمرار البرهان في تجاهل المبادرات الإقليمية والدولية ورفض الانخراط في مفاوضات جادة، قد يُعيد السودان إلى عزلة مشابهة لتلك التي عايشها خلال عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.

وذكرت المصادر الدبلوماسية، التي تعمل حاليًا خارج الخدمة، أن واشنطن لا تعترف بـ”قوات بورتسودان” كسلطة شرعية في البلاد، وتعتبر أن “الحرب الجارية هي صراع بين جنرالين يجب أن يتوقف”.

وأضافت أن إدارة الرئيس ترامب تولي اهتمامًا متزايدًا بالملف السوداني، ويُتوقع أن تُعيّن خلال الفترة المقبلة مبعوثًا خاصًا لمتابعة هذا الملف من كثب.

استثناءات

وبحسب العقوبات، تم استثناء المساعدات الإنسانية العاجلة، والسلع الغذائية، والمنتجات الزراعية، كما تشمل التدابير حظر تصدير أي سلع أو تكنولوجيا خاضعة للرقابة لدواعٍ تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.

ووفق البيان الأمريكي، ستتولى الجهات المختصة في الحكومة الأمريكية تنفيذ العقوبات، التي ستظل سارية لمدة عام واحد على الأقل، مع إمكانية تمديدها.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت سابقًا تقريرًا نقلت فيه عن مسؤولين أمريكيين كبار تأكيدهم استخدام قوات بورتسودان أسلحة كيميائية مرتين على الأقل ضد “قوات الدعم السريع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى