أحداث

هل اقتربت ساعة الصفر للتخلص من البرهان؟


شن عدد من نشطاء الإخوان المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً حاداً على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقد اعتبر الكثيرون ذلك مؤشراً على الخلافات بين الطرفين.  

وقالت رئيسة تحرير صحيفة (التغيير) السودانية رشا عوض: إنّ هناك مؤشرات متواترة للمواجهة بين البرهان والكيزان (جماعة الإخوان المسلمين).

وأضافت في مقالة لها: إنّ تصاعد نبرة الهجوم على الجيش في شخص البرهان جاء على خلفية مجزرة ود النورة، لافتة إلى أنّ الجيش سواء كان تحت قيادة البرهان أو غيره (الكيزان) لن يكون محور اهتمامه حماية المواطنين.

وأضافت أنّ المشكلة في الجيش بنيوية، وهي مشكلة عقيدة قتالية مختلة ومشكلة فكرة فاسدة حول العلاقة بالمواطن المدني، وأنّ سلوك الجيش في مختلف حروب السودان، وكلها حروب داخلية في إطار الصراع على السلطة، هو الاستخفاف بحياة المواطن! وهذا أمر تشهد عليه الإبادات الجماعية في دارفور وقبلها في جنوب السودان قبل انفصاله، والبراميل المتفجرة في جبال النوبة، ومجزرة فض الاعتصام التي وقعت في عقر دار الجيش في قلب الخرطوم وأمام مبنى قيادته العامة التي أغلقت أبوابها في وجه المستجيرين بها من أبناء وبنات الشعب السوداني! الجيش مصمم لحماية النظام الحاكم لا حماية المواطن! وهذا خلل تاريخي مزمن وليس وليد اللحظة التي وقعت فيها مجزرة ود النورة.

وذكرت رشا عوض أنّ الطامة الكبرى هي مشكلة التسييس الذي حوّل الجيش إلى حزب سياسي، وشأنه شأن الأحزاب السودانية منقسم على نفسه بين الإخوان المسلمين، ولهم سيطرة على مفاصله، ويخوضون صراعاً مع جنرالات طامعين في السلطة لأنفسهم بعيداً عن المركز الكيزاني الأصل، ومستعدين لأيّ صفقة تحقق لهم ذلك.

وأوضحت أنّ الغضب الكيزاني من الجيش ليس بسبب عدم حمايته للمواطنين الأبرياء العزّل. بل بسبب عدم حمايته للمستنفرين والدفع بهم إلى مجازر ربما يكون هدفها التخلص منهم، لافتة إلى أنّ ما لا يرغب الإخوان في فهمه أو مجرد نقاشه هو أنّ هذا الجيش لن يحقق نصراً عسكرياً حاسماً. بسبب الخلل البنيوي الذي يعانيه بسببهم هم في المقام الأول. وليس بسبب قيادة البرهان الذي كان حليفهم في انقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، وباختصار لو أطاحوا بالبرهان ليحل محله إخواني. فعندها لن تختلف نتيجة الحرب بالنسبة إلى السودان أرضاً وشعباً. وأقصى نجاح يحلم به الكيزان هو طرد قوات الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة، ثم مساومتها على صفقة لفصل دارفور وربما كردفان! أسوة بما فعلوه مع جنوب السودان، وكأنّما الأشياء ما زالت هي الأشياء.

وتساءلت في مقالتها حول خيارات الكيزان في السودان، مؤكدة أنّ لديهم الرغبة في تدمير السودان تماماً وتحويله إلى ساحة حروب مستدامة. لمجرد أنّهم أصبحوا خارج السلطة، ملتمسين الحماية من المساءلة الدولية بالارتماء في أحضان روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى