من الهزيمة العسكرية إلى المناورة السياسية.. كيف يعيد إخوان السودان تنظيم صفوفهم؟

وقال رئيس دائرة الإعلام بحزب الأمّة القومي السوداني المصباح أحمد: إنّ تنظيم الإخوان المسلمين منذ سقوطه يسعى للعودة إلى السلطة عبر بوابة المؤسسة العسكرية. مستغلًا وجود عدد من قياداته داخل الجيش السوداني.
-
علاقة البرهان بتنظيم الإخوان: تهنئة “تحرير الخرطوم” تكشف المستور
-
تحرير الخرطوم يفضح التحالفات.. تهنئة الإخوان للجيش السوداني تثير التساؤلات
وأوضح “بدأت أولى محاولاتهم لإجهاض الثورة في فضّ اعتصام القيادة العامة في تموز (يوليو) 2019، إلا أنّ الشعب السوداني أفشل هذا المخطط. وفرض إرادته بتشكيل سلطة مدنية عبر شراكة مؤقتة بين المكوّنين المدني والعسكري”.
وأضاف: “بعد فشلهم في تلك المرحلة، اتجهوا لتنظيم مظاهرات تحت لافتة “الزحف الأخضر”، في محاولة لخلق وهم بوجود حاضنة شعبية، لكنّ الأحداث أثبتت أنّهم يفتقرون لأيّ سند جماهيري يمكنهم من الانقلاب على الثورة عبر الشارع. وبعد أن باءت المحاولات الأولى لإجهاض الثورة بالفشل، لجؤوا إلى التخطيط لانقلاب تشرين الأول (أكتوبر). لكنّ الانقلاب أيضًا واجه مقاومة شرسة من القوى الثورية، ممّا دفعهم للجوء إلى الخيار الأكثر دموية، المتمثل في إشعال الحرب الحالية”.
-
تهنئة الإخوان للجيش السوداني.. خطوة تكشف تدخل التنظيم في تأجيج الصراع
-
دلالات تهنئة الإخوان المسلمين للجيش السوداني بتحرير الخرطوم: قراءة في الأبعاد السياسية والعسكرية
وأشار المصباح أحمد إلى أنّ معالم المخطط ظهرت بوضوح في الأسابيع الماضية من خلال “الاستهداف الممنهج لقوى الثورة وقيادات القوى المدنية، عبر اتهامات جائرة. وشيطنة متعمدة، ومحاولات لفصل هذه القوى عن قواعدها الجماهيرية”.
من جهته قال الأكاديمي والباحث السياسي الأمين بلال: إنّ “حرب الخامس عشر من نيسان (أبريل) أشعلها الإخوان، لكنّهم الآن، وبعد فشلهم في تحقيق الانتصار العسكري. يحاولون تصدير نهج الغاب بتوزيع الاتهامات على بلدان العالم”.
وأوضح بلال في تصريح صحفي: “الإخوان يسعون لاستغلال الحرب للانفراد بالحكم. لذلك يريدون السودان معاديًا للقوى المدنية بالداخل،.وكل دول العالم والمنطقة التي تدعو إلى حل يعيد المسار المدني”.
-
ميليشيات الإخوان في السودان.. حجر عثرة أمام السلام وداعم خفي للحرب
-
التنظيم الدولي للإخوان.. كيف يدعم الصراعات المسلحة للسيطرة على السودان؟
وأضاف: “ينتهج التنظيم سياسة الفرقعات الإعلامية واستعداء العالم الخارجي بغرض إرباك المشهد”.
وفي السياق نفسه، ينبه الكاتب الصحفي محمد المختار محمد إلى أنّ تنظيم الإخوان يحاول الاستفادة من خدعة الحرب لإعادة تعريف الأزمة السودانية القديمة. بأنّها “أزمة خارجية تُقحم فيها دول مجاورة وأخرى عربية وأفريقية. كما فعل في تسعينيات القرن الماضي عندما سخّر آلته الإعلامية لنشر الأكاذيب”، بحسب تعبيره.
وقال: “ظلت جماعة الإخوان تتخذ من معاداة العالم وسيلة لاختطاف القرار السياسي والعسكري، وهو ما فعلته في فترة تسعينيات القرن الماضي عندما احتضنت الجماعات الإرهابية. ومهّدت لذلك بالمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، ممّا شكّل تهديدًا لدول المنطقة. ورفعت شعارات معادية لأمريكا وروسيا والعديد من الدول العربية”.
