من المظلومية إلى التعبئة: كيف يعيد الإخوان تسويق الحرب في السودان
في قراءة كاشفة للمشهد السوداني المتأزم، برزت استراتيجية “تصدير المظلوميات” كأداة رئيسية يعتمد عليها نظام بورتسودان ـ الذي يسيطر عليه تحالف الجيش وتنظيم الإخوان المسلمين ـ للتهرب من استحقاقات السلام والمساءلة الدولية، محولاً الأزمات التي صنعها من الجذور إلى “ادعاءات هشة” تهدف لتبرير البقاء في السلطة.
وتشير التقارير والتحليلات إلى أنّ تنظيم الإخوان المسلمين في السودان كان “أول من اتبع وأسس أسلوب المظلوميات الزائفة” في الفضاء السياسي، حيث يتقن التنظيم تبادل أدوار “المجرم، والضحية”، وفق ما نقلت صحيفة (النهار).
فبينما يقود عناصر الإسلام السياسي الحرب من خلف الستار داخل مؤسسات الجيش والأمن، يصورون أنفسهم كضحايا لمؤامرات خارجية، مستهدفين دول الجوار والشركاء الإقليميين مثل الإمارات وتشاد وكينيا باتهامات زائفة للهروب من مسؤوليتهم عن “المأساة” التي أشعلوها.
وتمثل جلسة مجلس الأمن الأخيرة في نيويورك نقطة تحول فاصلة، حيث تجلت خيبة أمل النظام وجماعات الإسلام السياسي أمام السردية الدولية الصادمة. فقد أدان المندوب الأمريكي “مايك والتز” فظائع الجيش السوداني، مشيراً إلى فقدانه الهوية الوطنية وتحوله إلى مجموعة تستولي على الحكم.
وشملت الإدانات الدولية جرائم إثنية في “ود مدني” وتقارير عن استخدام أسلحة كيميائية، وهي اتهامات عززتها تحقيقات صحفية عالمية مثل (سي إن إن)، وهو ما وضع مبادرة “كامل إدريس” في خانة “جولة ماراثونية جديدة” للهروب من دفع استحقاقات السلام التي يطالب بها الشعب السوداني.
ويرى مراقبون أنّ “كمون الإخوان” داخل مفاصل الدولة يهدف للانقضاض التام على السلطة، ونشر الفوضى الإقليمية تحت شعارات إيديولوجية تهدد أمن البحر الأحمر. ويقود هذا التوجه رموز مطلوبة للعدالة الدولية مثل “علي كرتي”، و”أحمد هارون”، والرئيس المخلوع “عمر البشير”، الذين يرهنون مستقبل السودان لمصالح حزبية ضيقة، حتى لو كلف ذلك فناء الشعب.




