أحداث

من الخراب الاقتصادي إلى التمكين الأمني.. كلفة الإخوان مستمرة في السودان


مراجعة السنوات الماضية تكشف أن الشعب السوداني دفع ثمناً باهظاً لحكم جماعة الإخوان، منذ أن تسللت هذه الجماعة الظلامية إلي دوائر صنع القرار في عهد حسن الترابي المؤسس الحقيقي لجماعة الإخوان في الحياة السياسية والعسكرية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “الخليج”.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور كانت نموذجاً على وحشية تنظيم الإخوان، الذي أثبت من خلال هذه الحرب أن مشروعه إيديولوجي يرتبط فقط بمصالح التنظيم الدولي للإخوان وليس مشروعاً وطنياً سودانياً.

 وخير شاهد على هذا حرق آلاف القرى بسكانها من أصول إفريقية في دارفور بداية من شهر شباط / فبراير 2002 ولفترة تزيد على 10 سنوات، وهو ما يؤكد أن جماعة الإخوان ليس لها أي علاقة من قريب أو بعيد بقيم ومعاني الإسلام والمسلمين، فيما وثقت الأمم المتحدة الآلاف من جرائم الاغتصاب الجماعي لأبناء قبائل مثل الزغاوة والفور في إقليم دارفور على يد جماعات وكتائب الإخوان.

 ولم يكتف الجيش السوداني بهذا الأمر بل وثقت الأمم المتحدة ارتكاب الجيش السوداني جميع جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية بما فيها النزوح الضخم والتهجير القسري لملايين السكان الذين حاولوا الاحتماء في مخيمات بعيدة عن المواجهات، وفقا لما ورد بالتقرير.

ووثقت الأمم المتحدة إصرار وتعمد الجيش السوداني ارتكاب هذه المجازر عندما ذهبت ميليشياته الإخوانية وحرقت هذه المخيمات بمن فيها من سكان، وهو الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت كولن باول للقول إن ما جرى في دارفور هو أكبر مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، وأن أفعال الجيش السوداني تشكل “إبادة جماعية أو فعلاً من أفعال الإبادة الجماعية” للسكان في دارفور رغم أن سكان دارفور لم يقاوموا سلطة الإسلامويين الذين سيطروا على الحكم بشكل كامل منذ عام 1989.

 وقد بدأت حملة التطهير العرقي والإبادة الجماعية منذ عام 1991 عندما حاولت حكومة الخرطوم الإسلاموية فصل سكان دارفور الأفارقة “المسلمين” عن عرب دارفور، وتقسيم إقليم دارفور الى 5 ولايات إدارية لتعميق حالة الفقر والتهميش لدى سكان الإقليم، وهو ما دفع إروين كوتلر وزير العدل الكندي السابق لاتهام جيش الخرطوم بانتهاج سياسة تمييز عنصري وتهجير قسري ضد سكان دارفور.

وكما قتلت ميليشيا الإخوان آلاف السكان في دارفور يتفاخرون، اليوم، بحسب تقرير “الخليج”، بجرائمهم التي يجري تصويرها على مرأى ومسمع وسائل الإعلام التابعة لهم خاصة من جانب الميليشيا التي تسمي نفسها “كتيبة البراء بن مالك”، التي أعلنت تحولها إلى فيلق في نيسان / إبريل من هذا العام، وتتكون أساساً من شباب التنظيم الإخواني الذين كانوا في الجامعات والمؤسسات، وجرى تجهيزهم لحماية مصالح الجماعة الإخوانية حين تتعرض للخطر.

ورغم تراجع نفوذ ونشاط كتيبة البراء في الفترة من 2019 حتى بداية الحرب الحالية في 15 نيسان / إبريل 2023، لكنها عادت أكثر عنفاً من خلال تنظيم تظاهرات “الزحف الأخضر”. التي كان يعمل “الإخوان” من خلالها لإفساد محاولات بناء دولة مدنية. ومرحلة انتقالية قبل نحو عامين تمهد لقيام دولة ذات مؤسسات تحترم القانون وتقف على مسافة واحدة من سكانها.

 وقد زاد نشاط “كتيبة البراء” عقب انقلاب 25 تشرين الأول / أكتوبر 2021. حيث بدأت هذه الميليشيا تتصدر المشهد وهي تحمل الأسلحة الخفيفة دون أن يكون هناك تفسير لهذه الظاهرة أو تدخل من قبل السلطات لحسمها، والتي زادت من نشاطها بشكل لافت قبل اندلاع الحرب الحالية بأيام قليلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى