من الحرب إلى الملاجئ.. أزمة نازحي الفاشر تكشف فشل الحماية الدولية

كشفت مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور عن تجاوز عدد النازحين في مدينة الفاشر حاجز 1.5 مليون شخص، يعيشون في ظروف إنسانية بالغة القسوة نتيجة الحصار العسكري المستمر والقصف المدفعي العشوائي الذي تتعرض له المدينة وضواحيها منذ أكثر من عام ونصف.
وفي تصريح صحفي بمناسبة تدشين ورش عمل إنسانية بالفاشر، أوضح الدكتور عباس يوسف آدم، مفوض العون الإنساني بالولاية، أن البيانات الأخيرة الصادرة عن لجنة الحصر والتصنيف تشير إلى أن العدد الإجمالي للنازحين – من الجدد والقدامى، إلى جانب الأسر المستضيفة والسكان في المناطق الهشة – يقترب من مليوني فرد، أي ما يعادل أكثر من 400 ألف أسرة موزعين على 147 مركز إيواء ومعسكر نزوح داخل المدينة ومحيطها.
وأكد الدكتور عباس أن الاحتياجات الإنسانية العاجلة تتصدرها خدمات الغذاء والإيواء والصحة، خاصة مع دخول فصل الأمطار، الذي يزيد من تعقيد الأوضاع المعيشية ويهدد بانتشار الأمراض في ظل انهيار البنية التحتية الصحية. وناشد الجهات الخيرية والمفوضية الاتحادية سرعة التدخل لتقديم الدعم العاجل للمتضررين، محذرًا من أن الفجوة في تقديم الخدمات الإنسانية تجاوزت 80%، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
وفي رده على تصريحات قوات الدعم السريع التي زعمت خلو المدينة من السكان، نفى مفوض العون الإنساني هذه المزاعم، واصفًا إياها بأنها “دعاية سياسية رخيصة لا تمت للواقع بصلة”، مؤكدًا أن الفاشر تحتضن أكثر من 500 ألف أسرة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، ويواجهون ظروفًا قاسية جراء الحصار والقصف المتكرر على معسكرات النزوح، مما تسبب في حركة نزوح عكسي داخل المدينة هربًا من القصف العشوائي.
ودعا الدكتور عباس المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط دبلوماسي عاجل على قوات الدعم السريع لوقف القصف ورفع الحصار، بما يسمح بدخول المساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة فتح الطرق الحيوية لتسهيل وصول الإغاثات إلى المواطنين في الفاشر والمناطق المتأثرة، في ظل تصاعد التحذيرات من تفشي المجاعة والأوبئة، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل.
