أحداث

من البشير إلى البرهان: تشابه الخطاب أم تطابق الأدوات؟


كشفت وثائق ومعلومات استقصائية عن استمرارية نهج نظام “الإخوان المسلمين” في السودان داخل أروقة سلطة بورتسودان الحالية، حيث يتم إنفاق ملايين الدولارات لشراء ذمم إعلاميين وشركات علاقات عامة دولية، في إعادة إنتاج حرفية لمنظومة الدعاية التي كان يديرها المخلوع عمر البشير.

ووفق صحيفة (التغيير)، فقد برز اسم الأمريكية جانيت ماك إليجوت كحلقة وصل مثيرة للجدل، وكشف الصحفي الاستقصائي عبد الرحمن الأمين عن دورها في صياغة مقال البرهان الأخير بـ (وول ستريت جورنال). 

المثير للصدمة أنّ “إليجوت” هي نفسها التي كانت تتقاضى آلاف الدولارات من سفارة البشير في التسعينيات لتسويق نظام “الإخوان المسلمين” في واشنطن، وهي اليوم تمارس الدور نفسه عبر بث دعايات يومية تهاجم خصوم الجيش وتدعم سلطة بورتسودان.

وأظهرت وثائق مسربة من وزارة العدل الأمريكية توقيع سفارة السودان في واشنطن عقداً مع شركة “مجموعة فوغل”  (The Vogel Group)بنحو ربع مليون دولار شهرياً، بهدف التأثير على القرار الأمريكي. هذا العقد يعيد إلى الأذهان العقود المليونية التي كان يبرمها نظام الإخوان مع قنوات ومنصات دولية، مثل قناة (المستقلة) التي تقاضت في عهد البشير أكثر من مليون دولار لخدمة أجندة النظام الإسلامي.

على الصعيد المحلي والإقليمي، تشير التقارير إلى أنّ عمليات “شراء الأقلام” تتم عبر واجهات مالية، منها هشام السوباط (رئيس نادي الهلال)، بضخ نحو (2) مليون دولار لدعم إعلاميين موالين للجيش، مقابل تسهيلات في استيراد البترول وتعدين الذهب. وكشفت المصادر عن تحويلات شهرية منتظمة لشخصيات مؤثرة على وسائل التواصل لضمان استمرار الدعاية الحربية، هذا إلى جانب قناة (طيبة) التي اعترف البشير سابقاً بمنح مالكها عبد الحي يوسف (5) ملايين دولار، وما تزال حتى اليوم تعمل من تركيا كبوق للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين دعماً للجيش.

في الوقت الذي تُنفق فيه هذه المبالغ الطائلة لتلميع صورة السلطة، يعاني الإعلام السوداني المستقل من انهيار شبه كامل منذ اندلاع حرب 15 نيسان (أبريل)، فقد تحولت المنصات الرسمية إلى أدوات للدعاية الحربية، وحلت “الأقلام المأجورة” محل الحقيقة، في مشهد يؤكد أنّ “عقلية الإخوان” في إدارة ملف الإعلام لم تغادر كراسي الحكم بذهاب البشير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى