أحداث

مشروع الإخوان الخفي.. رؤية سودانية تحلل الهدف الحقيقي للحركة


وجّه الكاتب السوداني إبراهيم هباني رسالة إلى العالم، أكد فيها أنّ تنظيمات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان، ليست مشروعاً إصلاحياً كما تدّعي، بل هي “مشروع لتفكيك الدول من داخلها” و”لهدم العالم”.

وقال هباني في مقالة نشرها عبر صحيفة (التغيير): إنّ رسالته تنبع من “السودان الذي اكتوى أكثر من غيره بنار الإسلام السياسي”، وشهد كيف يمكن “اختطاف الدولة باسم الدين، وتقنين الفوضى باسم الشرعية، وإزهاق الأرواح تحت راية التمكين”.

وأوضح هباني أنّ هذه التنظيمات تبدأ دائماً بالشعار الديني، ولكنّها تنتهي بالسلطة المطلقة، وتعمل بشكل ممنهج على إسقاط مؤسسات الدولة واستبدالها بولاءات إيديولوجية. وشدد على أنّها “تقسم المجتمع إلى موالٍ وعدوّ، وتحوّل الإيمان نفسه إلى أداة صراع سياسي”.

واستشهد الكاتب بانقلاب “الجبهة الإسلامية القومية” في السودان عام 1989، معتبراً أنّه منذ ذلك الحين “ظل هذا المشروع يعمل على تقويض الدولة وتبرير الحروب”.

وربط هباني بين هذه الذهنية والحرب الدائرة حالياً، قائلاً: “اليوم، بعد عامين ونصف العام من حرب نيسان (أبريل) العبثية، ما زالت الذهنية ذاتها ترفض كل مبادرات السلام ـ من جدة إلى الإيغاد والاتحاد الأفريقي وسويسرا والرباعية الدولية ـ بينما يتضاعف عدد القتلى والنازحين، ويهتك نسيج المجتمع السوداني”.

وحذّر هباني من أنّ “خطر الإسلام السياسي لم يعد تهديداً لدولة واحدة، بل للبشرية جمعاء”، لأنّه لا يعادي الآخر فحسب، “بل يعادي فكرة الدولة الحديثة نفسها”، مضيفاً أنّه في كل بلد وطأت فيه هذه الجماعات، “تفككت المؤسسات، وتراجعت العدالة، وساد الخوف محل القانون، وامّحت الحدود بين الدين والسياسة حتى صار الاستبداد يقدّس باسم السماء”.

واختتم هباني رسالته بالقول: إنّ “السودان اليوم ليس مجرد ساحة حرب، بل هو تحذير للعالم بأسره”، داعياً إلى “إنقاذ الشعوب من أوهام الخلافة التي تشرعن الدمار باسم الله”، مؤكداً أنّ “الإخوان ومن على شاكلتهم” لم يكونوا يوماً مشروعاً للهداية، وإنّما هم “مشروع لهدم العالم، وتمزيق إنسانيته باسم الإيمان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى