تحقيقات

محللون: الوضع كارثي في السودان ولم نكن نتوقع أن تصل إلى هذا الحد


تطورات سريعة ومؤسفة يشهدها السودان منذ صباح السبت، مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ما تسبب بحالة شلل شبه كامل في كافة مرافق الدولة، وخلّف عشرات الضحايا حتى اللحظة الراهنة. وتشير كافة التقديرات إلى سيناريوهات مرعبة إذا ما استمر الاقتتال بين الطرفين لمدة أطول. 

تصاعد التحذيرات

وكشف تقرير لشبكة “رؤية” أن الساعات الماضية تصاعدت التحذيرات والمخاوف الدولية والإقليمية من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ، خاصة أنّ حالة الاقتتال الحالي تنسف بشكل نهائي أيّ مسار سياسي، وتمثل خطراً كبيراً على الداخل السوداني المهدد بالانقسام والتفتت، وقد حذّر خبراء ومحللون من مغبة استغلال الجماعات المسلحة في الداخل حالة الصراع الراهن لتحقيق مكاسب على الأرض.

ارتفاع عدد الضحايا 

وقد ارتفع عدد القتلى في السودان منذ اندلاع الاشتباكات إلى (97) مدنياً على الأقل، وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن” عن اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين.

وفي السياق، ذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان نشرته أمس أنّ أكثر من (1126) شخصاً أصيبوا في القتال الدائر في جميع أنحاء السودان.
الأحداث الدائرة في السودان تزامنت مع حرب البيانات بين طرفي الصراع، وهناك أنباء عن حشد للقوات من طرفي الصراع في محيط التلفزيون بالخرطوم.

بيانات متضاربة

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية أنّها ماضية في طريقها لحسم ما سمّتها معركة الشعب مع من سمّتهم أذيال النظام البائد وكتائب الظل التي تختبئ خلف طغمة انقلابية من قيادات القوات المسلحة.

وأكدت قوات الدعم السريع عبر حسابها في “تويتر” أنّها حققت انتصارات وصفتها بالكاسحة عقب المعارك التي خاضتها في اليومين الماضيين.

ونتج عنها السيطرة على مقر القوات البرية وبرج وزارة الدفاع والقصر الجمهوري ومحيطه، إضافة إلى السيطرة على رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور، والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، فضلاً عن الاستيلاء على أكثر من (200) دبابة، وإسقاط (3) طائرات مقاتلة.

وأضاف بيان قوات الدعم السريع: أنّه تم أسر وانضمام العشرات من كبار ضباط وضباط صف القوات المسلحة.

بالمقابل، قال الجيش السوداني في تصريح صحفي: إنّ بيان الدعم السريع مليء بالأكاذيب، نافياً أن تكون قواتهم دخلت إلى وزارة الدفاع أو سيطرت على مقر القوات البرية.

وأشار الجيش السوداني إلى أنّه لا توجد أيّ سيطرة لقوات الدعم السريع على دبابات الجيش، ولم يتم إسقاط طائرات مقاتلة.

وأعلن الجيش السوداني السيطرة على مطار مروي العسكري، وعلى قيادة قطاع كردفان ومعسكر “الري المصري” في ضاحية الشجرة، كما طمأن الشعب بأنّ القوات المسلحة متماسكة وستحسم الموقف قريباً، وقال إنّ قوات الدعم السريع تستهدف الأفراد بالقناصة.

وأضاف الجيش السوداني: أنّ الموقف العام مستقر، وجرت اشتباكات محدودة في مقر القيادة العامة.

الوضع كارثي

يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عبود الخليفة، إن الوضع كارثي في السودان والحل السلمي أصبح أمنية.

وأضاف: لم يكن ليتوقع أن تصل الأمور في السودان إلى هذا الحد، فما يحدث مستوى كارثي من القتال وسط العاصمة ووسط ملايين الآمنين، وفي تقديري أن كل الإرهاصات والخلافات المتزايدة لم نكن نتوقع أن تصل إلى هذا الحد.

وتابع: إن القتال الآن وسط المواطنين والمدنيين، وأي حديث لن يتم إلا بعد وقف إطلاق النار، السودانيين يعولون كثيرا على تدخل قيادات على المستوى العربي، خاصة في مصر والسعودية لأن كلمتهم مسموعة بين طرفي القتال، ويمكن من خلالها تهدئة الأمور قليلا.

وأوضح أنه لا بد من تحرك عربي سريع وعاجل من قيادات لهم تأثيرهم ووجودهم واحترامهم وتقديرهم من الأطراف المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى