أحداث

لماذا يصر الإخوان على إجراء الامتحانات رغم الأزمات؟


تصر حكومة الكيزان “جماعة الإخوان المسلمين” في مدينة بورتسودان على إجراء امتحانات الشهادة السودانية، متجاهلين معاناة أبناء الشعب ومصابهم وأوضاعهم الكارثية.   

وبحسب مقالة نشرها الكاتب السوداني د. النور حمد عبر صحيفة (التغيير) السودانية. فإنّ ما يهم الكيزان هو أن يكسبوا، فهم فرقة جُبلت على الكسب. دون النظر إلى أيّ اعتبارات أخرى، أيّاً كانت. فهم يريدون كسب أيّ حرب، رغم أنّهم لم يكسبوا أيّ حرب خاضوها. لا حرب الجنوب، ولا حرب دارفور، ولا حرب جبال النوبة، ولا حرب جنوب النيل الأزرق، ولا حتى حرب نيسان (أبريل) هذه، التي ما تزال رحاها دائرة. إلى جانب ذلك، ظلوا مصرِّين على احتكار السلطة، وأن يكونوا الجهة الوحيدة الكاسبة سياسياً. وأيّ دعوة سبق أن دعوا فيها إلى الحوار والتوافق الوطني، كانت لا تنتهي إلا بانفرادهم بسلطة القرار، وجعل الآخرين مجرد ديكور.

وأضاف حمد أنّ الإخوان يحرصون على الكسب المالي. وقد أخرجوا الناس من الأسواق واحتكروها لأنفسهم وفق خطَّة مُحكمة ممنهجة، وفصلوا الموظفين الأكفاء من وظائفهم ليأخذوا مواقعهم لأعضاء تنظيمهم، واحتكروا ثروات البلاد لأشخاصهم وتنظيمهم، وأخفوها عن أعين الشعب والدولة. فجعلوا البلاد، من حيث مستوى التنمية الاقتصادية. بسبب نهب الثروات على مدى (35) عاماً، مضحَكةً بين البلدان. باختصار، هذه فرقة دينية ضالة، تحولت إلى عصابة ناهبة. فأضحى محركها الوحيد هو الكسب الشخصي والجهوي، سواء في السلطة أو في المال، دون النظر إلى أيّ اعتبارات أخرى

وأكد حمد أنّ عصابة بورتسودان تصر على إجراء امتحانات الشهادة السودانية بصورة جزئية في الأجزاء التي يسيطر عليها الجيش. وقد أورد موقع قناة (سكاي نيوز عربية) أنّ التقديرات تشير إلى أنّ نحو (400) ألف طالب، يمثلون ثلثي أعداد الطلاب البالغة (600) ألف، لن يتمكنوا من الجلوس للامتحانات. لأنّهم يقعون في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. يُضاف إلى ذلك أنّ المدارس التي كان يقيم فيها اللاجئون قد أخليت بالقوة لكي يجري إعدادها لتكون مقّرات للامتحانات، وكأنّ الامتحانات أهم من إيواء الذين شردتهم الحرب.

وتابع: “هذا الإصرار على إجراء امتحانات الشهادة بهذه الصورة الجزئية المخلة يعمق الانقسام المجتمعي، وانقسام البلاد نفسها. ولا أستبعد أن يكون الإصرار على إقامة هذه الامتحانات جزءاً من حملة إيذاء حواضن قوات الدعم السريع، بلا جريرة اقترفوها. يُضاف إلى ما تقدم، فإنّ ذهاب من يستطيعون الذهاب لأدائها يكلِّف الأسر التي يذهب أبناؤها وبناتها لأدائها كلفةً ماليةً فوق طاقتها. فهي أحوج ما تكون للمال لمواجهة مشاكل المعيشة التي تتصاعد كلفتها يوميّاً، وإبعاد شبح المجاعة التي أضحت تهدد الجميع. 

وأشارت بعض التقارير إلى أنّ بعض الطلاب الذين حاولوا الالتحاق بالامتحانات قد تعرّضوا  للاعتقال تحت ما يُسمّى قانون “الوجوه الغريبة”. وما من شكّ أنّ السفر لمسافات طويلة في مثل هذه الظروف، التي تضعضعت فيها سلطة الدولة وعمّت فيها الفوضى. يشكِّل خطراً كبيراً على الطلاب والطالبات.  
وختم حمد مقالته بالقول: إنّ غرض هذه الامتحانات سياسيّ بحت، وهو الزعم أنّ الأمور تحت السيطرة، وأنّ الدولة وأجهزتها ما تزال تعمل. وكل هذا هراء كيزانيّ تعودناه منذ عشرات الأعوام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى