لا خيار سوى العودة.. اللاجئون السودانيون بين ضيق المعيشة في مصر وخطر الخرطوم

بدأت المئات من العائلات السودانية التي لجأت إلى مصر هربا من الحرب، العودة إلى الخرطوم بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة، فيما تبدو هذه العودة مشوبة بالحذر في ظل استمرار القتال بين قوت الدعم السريع والجيش، بينما لا تلوح في الأفق بوادر لوقف الصراع.
وتكدست أُسر سودانية في محطة السكة الحديدية الرئيسية في القاهرة بحقائب كبيرة للأمتعة والمتعلقات على أمل العودة إلى بلادهم من أجل حياة مستقرة نسبية بعد فرارهم من الحرب الأهلية في السودان.
-
اللاجئون السودانيون في الدول المجاورة يواجهون خطر انقطاع المساعدات
-
اللاجئون السودانيون في الدول المجاورة.. معاناة مستمرة بين التهجير والتضييق
هذه الأُسر من بين آلاف اللاجئين السودانيين الذين يتدفقون عائدين من مصر إلى ديارهم في المناطق التي استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة عليها من قوات الدعم السريع في الخرطوم وضواحيها منذ بداية العام الجاري.
وتقول ملاذ عاطف، وهي من العائدين، “مشتاجة (أشتاق) لكل ركن في السودان، حجيجة (حقا) يعني. سعيدة شديد (جدا) وأنا راجعة”.
وانتظر السودانيون القطار المجاني الذي سينقلهم إلى مدينة أسوان بجنوب مصر، ومن هناك سيستقلون الحافلات إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وارتدت فتاتان صغيرتان قبعتان مكتوب عليهما عبارة “شكرا مصر”.
-
أطفال السودان يتلقون ألباناً منتهية الصلاحية.. كارثة صحية تهدد الصغار
-
الخرطوم تتهم حفتر بالتورط في الصراع.. والاتهامات تفتقر للبرهان
ووفقا لأرقام المنظمة الدولية للهجرة، فر أكثر من أربعة ملايين سوداني إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون إلى مصر، بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.
وذكر تقرير للمنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق من هذا الشهر أنه منذ بداية هذا العام عبر أكثر من 190 ألف شخص الحدود من مصر إلى السودان، وهو أكثر من خمسة أمثال عدد الذين عادوا في عام 2024 بأكمله.
وقال سفير السودان لدى مصر عمادالدين عدوي، الذي زار المحطة الاثنين، إن عودة المواطنين إلى الخرطوم تمثل “مرحلة مهمة لإعادة الإعمار والاستقرار”.
-
المخاطر تهدد اللاجئين السودانيين في كل مكان
-
هل يفقد السودان وحدته؟ سيناريو التقسيم يتحوّل من تهديد إلى احتمال
وعلى الرغم من الهدوء النسبي في العاصمة، إلا أن القتال بين قوات الدعم السريع والجيش لا يزال محتدما في إقليم كردفان بوسط البلاد والفاشر في ولاية شمال دارفور غربا.
واندلعت الحرب بسبب خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع حول قواعد مرحلة انتقالية تهدف إلى تسليم السلطة للمدنيين، وتقول الأمم المتحدة إنها تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفعت نصف السكان إلى الجوع الحاد.
واشتكى بعض السودانيين في مصر من صعوبة العثور على وظائف ومن التمييز، ورحلت مصر آلاف اللاجئين الذين قالت إنهم دخلوا بطريقة غير قانونية. وفرّ آلاف آخرون إلى ليبيا.
-
مصر تحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تدفق اللاجئين نحو وجهات بديلة
-
جنوب السودان يكافح لاستيعاب الوافدين مع ازدحام مخيمات اللاجئين
ووفقا للسفير عدوي، فإن القطارات التي تنطلق أسبوعيا من القاهرة لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم طواعية يمولها رجال أعمال سودانيون.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن معظم السودانيين الذين عادوا حتى الآن توجهوا إلى الخرطوم، وكذلك إلى ولايتي سنار والجزيرة إلى الجنوب من العاصمة.
-
اللاجئون السودانيون في الدول المجاورة.. معاناة مستمرة بين التهجير والتضييق
-
اللاجئون السودانيون في ليبيا: معاناة قاسية وشبكات سرية تستغل أوضاعهم
-
اللاجئون السودانيون في تشاد يروون: اغتصاب وتطهير عرقي
