قمة دول الجوار للسودان الحل لإنهاء النزاع
أنهت قمة “دول جوار السودان” في القاهرة، انعقادها بتوافق على تشكيل آلية معنية بالأزمة السودانية على مستوى وزراء الخارجية. وستجتمع للمرة الأولى في تشاد، كما قدمت القاهرة تصوراً من أربع نقاط لحل الأزمة التي بدأت منذ منتصف أبريل الماضي.
ومع دخول الحرب السودانية شهرها الرابع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بدأت مصر دعواتها للمرة الأولى لعقد قمة تهدف إلى وقف النزاع، وإنهاء الحرب من أجل شعب السودان.
مخرجات القمة
وتطرقت قمة دول الجوار حول “الآلية الوزارية ستضع خطة تنفيذية تشمل وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف القتال بالسودان والتوصل لحل شامل للأزمة”.
وتتضمن الخطة التنفيذية أيضاً التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة في تكاملية مع الآليات القائمة بما فيها الإيجاد والاتحاد الإفريقي، بحسب البيان الختامي الذي نشرته الرئاسة المصرية.
ومنذ بدء النزاع حاولت عدة دول إنهاء الصراع، وكان أبرزها توسط الولايات المتحدة والسعودية في عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار في السودان. لكنهما علقتا المحادثات في جدة بسبب انتهاكات من طرفي الصراع، وكذلك استضافت إثيوبيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري، قمة إقليمية لدول شرق إفريقيا إيجاد، لكن الجيش السوداني قاطعها متهمًا كينيا، بـ”التحيز” لقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
عمق إستراتيجي
وأكد الباحث السياسي السوداني، محمد إلياس على أن الشعب السوداني رحب بشدة لمخرجات قمة دول الجوار. وثمن بشكل واضح ما قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن الدعوة واستضافة القمة في القاهرة، وذلك ليس بمستغرب؛ فمصر عمق إستراتيجي للسودان وكذلك السودان عمق إستراتيجي لمصر.
وأضاف أن شعب السودان على علاقات أزلية ومصالح لا يمكن تجاهلها مع الشعب المصري، ومن المعروف أن النزاع في السودان قد أثر بشكل واضح على مصر. لذلك كان لا بد من الدعوة لهذه القمة التي نتطلع أن تعمل على إنهاء الحرب وحماية المدنيين وإنهاء المظاهر من المدن وإيصال المساعدات الإنسانية ووضع خارطة طريق لإعادة إعمار وبناء السودان.
دعم مخرجات القمة
وترى الناشطة السياسية والحقوقية السودانية، ياسمين حسن، أن شعب السودان يدعم مخرجات قمة دول الجوار، وأنها تشير بشكل خاص على نجاح مخطط الرئيس عبد الفتاح السيسي في مساعدة السودان في أزماته، وحتى قبل الصراع الدائر دعمت مصر وكان لها موقف واضح وصريح لدعم السودان فمصر عندها دور كبير جدا.
وأضافت أن مصر والسودان تربطهما علاقات تاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها، أما بالنسبة للسيناريو الأفضل والمتوقع حدوثه هو انتهاء هذه الحرب بانتصار قوات الشعب المسلحة والتوصل إلى انتخابات حرة ونزيهة بعد الانتقال لفترة انتقالية ونزيهة ينبغي أن لا تزيد عن عامين وتكون لهذه الحكومة خطوات جدية تدعم الشعب السوداني في إعمار الخرطوم والمؤسسات الحكومية وإعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع مختلف دول العالم على أسس جديدة.