أحداث

قصف طائرات البرهان يُخلف 32 قتيلا في أم درمان


قتل ما لا يقل عن 32 مدنيا في قصف نفذه الجيش السوداني على أحد أحياء مدينة أم درمان الثلاثاء، وفق جماعة “محامو الطوارئ” الناشطة، ما اضطر المئات من العائلات من النزوح من المنطقة، في أحدث حلقة من حلقات استهداف قوات البرهان للمدنيين بعد تتالي هزائمها خلال الآونة الأخيرة وفقدانها السيطرة على العديد من مقارها الإستراتيجية بالعاصمة، بينما حققت قوات الدعم السريع العديد من المكاسب الميدانية. 

وشهد حي أمبدة بغرب أم درمان قتالا عنيفا في محاولة من الجيش لقطع طرق الإمداد الرئيسية التي تستخدمها قوات الدعم السريع التي يقاتلها منذ 15 أبريل.

وقال أحد السكان طالبا عدم ذكر اسمه إنّ “مئات الأسر تنزح من أحياء منطقة أمبدة بعد اشتداد الاشتباكات فيها الثلاثاء والأربعاء”.

ونشرت قوات الدعم السريع على حسابها بموقع “اكس” مشاهد مروعة من آثار القصف الذي شنته طائرات القوات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أنه “حصد أرواح المدنيين بنيالا ودمّر مساكنهم”.

ومساء الثلاثاء أكّدت لجان المقاومة في أمبدة وهي تجمّع لناشطين مناهضين للحرب يقدّمون يد العون للسكّان أنّ “قصفاً بالمدفعية وبالمسيّرات كان يستهدف نقطتي تمركز لقوات الدعم السريع لم يصب هدفه وأدّى إلى مقتل 19 مدنياً”.

ولجان المقاومة هي مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح نظام عمر البشير عام 2019 وتنشط منذ بدء الحرب في 15 أبريل في تقديم الدعم للسكّام.

وتتمركز قوات الدعم السريع منذ سنوات داخل الأحياء السكنية في الخرطوم وضواحيها.

وتواصلت الاشتباكات اليوم الأربعاء في الخرطوم وضواحيها بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بحسب شهادات للسكان في مناطق عدة.

وفي سياق متصل أكدت قوات الدعم أن 700 فرد من القوة الاحتياطية التابعة للفرقة 15 مشاة بالجنينة في ولاية غرب دارفور انضموا إليها بعتادهم العسكري استجابة لنداء الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وقالت في بيان على صفحتها بموقع “اكس” إنها “ترحب بشرفاء القوات المسلحة المنضمين إلى صفوفها بعد أن تبين لهم مخطط الانقلاب الذي يقوده البرهان وزمرته من كبار الضباط الفاسدين من أجل إعادة النظام البائد للسلطة”.

وتابعت أن “انضمام هذه القوة الكبيرة من الشرفاء إلى جانب قوات الدعم السريع، يشكل انتصاراً حقيقياً لإرادة الشعب السوداني ولأهداف الثورة المجيدة التي ناهضت دولة الظلم والتمكين والفساد التي أشعلت هذه الحرب بواسطة عناصرها في القوات المسلحة”.

وأكدت أن “قوات الدعم السريع والشرفاء من القوات المسلحة سيعملون يدا بيد من أجل بناء جيش وطني مهني واحد يحمي السودان وشعبه المتطلع إلى دولة الحرية والسلام والعدالة”.

ومنذ اندلاع الحرب قبل قرابة خمسة أشهر قُتل نحو خمسة آلاف شخص وهُجّر 4.8 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

وأدّت الاشتباكات بين الطرفين إلى المزيد من التأزم في الوضع الصحي في السودان الذي كان يعدّ أحد أفقر بلدان العالم قبل اندلاع الحرب بين القائدين العسكريين.

وأحصت منظمة الصحة العالمية أكثر من 3 آلاف حالة إصابة بالحصبة و84 حالة وفاة نتيجة لهذا المرض، فيما يواجه السكان أيضاً خطر الاصابة بالملاريا والكوليرا وهما مرضان ينتشران في موسم الأمطار.

وتكرّر الأمم المتحدة باستمرار أنّها بحاجة إلى مزيد من الدعم المالي إذ لم تتلقّ سوى ربع التمويل اللازم لتلبية احتياجات 25 مليون سوداني يعتمدون على المساعدات الانسانية للبقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى