قائد قوات الدعم السريع: جاهزون للمفاوضات وللتضحية من اجل السلام
أعلن قائد قوات الدعم السريع استعداده لتقديم أي تضحيات من أجل رؤية السودان الذي ينعم بالديمقراطية والسلام، رافضًا حصر المفاوضات بينه ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، مؤكدًا أن همهم لايتعلق بتقاسم السلطة، داعيًا إلى أن تشمل المحادثات جميع السودانيين بدلًا من أن تقتصر على شخصين، مشيرًا إلى أن الطريق إلى ما وصفه بمستقبل مشرق للبلاد يمر عبر الانتقال السياسي رافضًا أي أفكار من شأنها أن تقود لتقسيم البلاد.داعيًا الطرف الآخر إلى اتخاذ خطوة مماثلة لمواقفه.واعتبر أن عرقلة المفاوضات أومغادرتها دون سبب مقنع خيانة للشعب السوداني.
رؤية تفاوضية:
واستبق قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو الجلسة الطارئة الثانية والأربعين للهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”، ببيان صحفي يحمل رؤيته للتفاوض وإيجاد حل سلمي للأزمة في السودان وصل إلى”راديو دبنقا”، مشيرًا إلى أنها تشكل مبادئ وأولويات توجه موقفهم بخصوص أية محادثات أو مفاوضات سلام مستقبلية، مؤكدًا التزام قوات الدعم السريع بالمفاوضات والحوار والسلام، بُغية رسم مستقبل أفضل للسودان.
وحمل البيان إشارات فيها رد على مواقف الحكومة السودانية وتصعيدها الأخير مع “الإيقاد” بتعليق نشاطها على خلفية مشاركة قائد الدعم السريع بدعوة منها لحضور القمة مثار الجدل بين الطرفين.
وأعلن قائد الدعم السريع عن استعدادهم لتقديم أي تضحيات من أجل رؤية سودان ينعم بالديمقراطية والسلام. مشددًا على أن همهم لا يتعلق بمسألة تقاسم السلطة؛ وإنما السعى لإقامة سودان ديمقراطي تُجرى فيه الانتخابات بطريقة نزيهة وعادلة.
وأوضح أن طبيعة اجتماع رؤساء الإيقاد أو أي مفاوضات مقبلة، ليست مسألة تتعلق بالمصالح الشخصية، رافضاً أن تدور حول أجندة أي مجموعة بعينها، ورأى أن تتم المفاوضات من أجل تحقيق مستقبل مستدام للسودان، وأن تؤدي إلى حل شامل يضم جميع السودانيين.
وأعلن عن عزمه الدخول لهذه المفاوضات بحسن نية لإنجاحها، مشيرًا إلى أنه مدرك أن خسارة أي سوداني هي مأساة يتحمل مسؤولية منع وقوعها”، وقال: “إذا فشلنا في هذا المسعى، فسيحكم علينا التاريخ والشعب السوداني”. وتابع “لذلك، فإنني أؤكد التزامي بالسلام والمفاوضات بهدف رسم مستقبل مشرق لبلادنا الحبيبة”.
بناء جيش قومي:
وجدد الفريق محمد حمدان دقلو تمسكه ببناء جيش مهني موحد تنحصر مهمته الأساسية في الدفاع عن البلاد، بعيداً عن التدخل في السياسة والاقتصاد. ورأى أن ذلك يشكل شرطاً أساسياً لإرساء دولة حديثة ومستقرة.
ودعا إلى تمثيل متساوٍ لجميع السودانيين في هياكل الدولة والجيش والمؤسسات، دون أي تمييز، وقال في هذا الصدد إنَّ السودان ملك لجميع السودانيين، فلا يوجد مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية. واتهم جهات تتصرف وكأنهم يملكون السودان، في إشارة إلى عناصر النظام السابق، مشيرًا إلى أن ذلك يعيق طريق السلام والاستقرار في البلاد التي قال بأنه يجب العيش فيها بعدالة ودون أي تمييز.
وامتدح تلك المفاوضات لكونها تهدف إلى تحقيق هدف وصفه بالعظيم، وقال لا ينبغي لها أن تقتصر على محادثات بين شخصين محددين، وقال يجب أن تشمل جميع السودانيين لتحقيق مطالبهم المشروعة في الحرية والسلام والعدالة.
خيانة الشعب السوداني:
وعبر الفريق حميدتي عن تطلعه أن يقدم الطرف الآخر على نفس المستوى من الالتزام، مشيراً إلى أن النقاش يدور حول مستقبل السودان وليس من أجل مصالح شخصية، واعتبر أن أي شخص يحاول عرقلة تلك المفاوضات، أو يحاول منع عقد الاجتماعات لأي سبب كان، أو يغادر طاولة المفاوضات دون سبب مقنع، فإنَّه يقوم بخيانة الشعب السوداني. وجدد في الوقت نفسه التزامهم بتحمل جميع المسؤوليات وتقديم التضحيات الضرورية.
وجدد تمسكه بمشاركة وإسهام من سماها بالمؤسسات الوطنية المؤيدة للديمقراطية – سواء كانت منظمات المجتمع المدني، أو الجماعات الدينية، أو المنظمات الشبابية، أو الجمعيات المهنية، أو عامة الشعب السوداني. وعبر عن التزامهم بالتعبير عن تطلعاتهم ومطالبهم وما وصفه بمخاوفهم إلى طاولة المفاوضات نيابة عنهم. وجدد رفضه أن تكون المحادثات مقتصرة فقط على الطرفين وتعكس جدول أعمالهما بشكل حصري.
وقال حميدتي :”لقد ظلت بلادنا الحبيبة مسرحاً لصراع دامٍ لم نقم باختياره ولم نكن نرغب فيه، بل فُرض علينا من قبل قيادة القوات المسلحة السودانية وحلفائها من قادة النظام البائد”. مشيرًا إلى أن هذا الصراع أسفر عن فقدان أرواح العديد من السودانيين وتسبب في إراقة الدماء، مذكرًا بأن ذلك يتنافى مع رؤية قوات الدعم السريع التي قال بأنها ملتزمة بمستقبل مستقر للسودان. تعهد بطي هذا الفصل الذي وصفه بالأليم والعهد المظلم من تاريخ البلاد، كما وعد بإنهاء إراقة الدماء في السودان وتخفيف معاناة الشعب السوداني، سواءً كان ذلك بمشاركتهم في الاجتماع المقبل لـ”الإيقاد” أو في أي مفاوضات مقبلة.
رفض قاطع للتقسيم:
وخلص إلى أن نتيجة لهذا الصراع، تداول البعض أفكار حول تقسيم البلاد على أساس إقليمي كوسيلة للخروج من هذا الصراع. وقال إن هذه الأفكار يتم تداولها على مستويات إقليمية ودولية، وللأسف حتى على المستوى الوطني.
وعبر عن رفضه القاطع لهذه الفكرة وتعهد بمعارضتها في أي محادثات أو مقترحات تشكك في وحدة السودان أرضاً وشعباً، ووعد بالعمل من خلال هذه المفاوضات لدحض مثل هذه الأفكار والدعوات.
ودعا قائد قوات الدعم السريع إلى العمل على تغيير الصورة السلبية التي وصف بها السودان، كدولة حرب وكوارث إنسانية وصراعات، وعبر عن تطلعه إلى جعلها مثالاً للسلام والازدهار والتنمية.
وعبر عن ثقته بأن السودان سيكون مصدراً للسلام والتطور والازدهار وفقًا لهذه الرؤية التي طرحها، ، وتوقع أن يكون نموذجاً للاستقرار والتنمية في المنطقة ككل، ومساهماً في تحقيق الأمن على مستوى العالم.
وجدد التزامهم بالمفاوضات وتعزيز السلام، من خلال مشاركته في اجتماع “الإيقاد”، ونوه إلى أنهم واضعين في الاعتبار هذه المبادئ والأهداف، مؤكدًا نجاحهم في تحقيق السلام والأمن وتعزيز الديمقراطية.
وفيما يلي نص بيان حميدتي بمناسبة الجلسة الطارئة الثانية والأربعين للهيئة الحكومية للتنمية: التفاوض وإيجاد حل سلمي للأزمة في السودان :
بتاريخ 18 يناير، سيجتمع رؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) في كمبالا بجمهورية أوغندا، ليناقشوا، من بين موضوعات أخرى الوضع الأمني في السودان. وأود بهذه المناسبة أن أؤكد التزام قوات الدعم السريع بالمفاوضات والحوار والسلام، بُغية رسم مستقبل أفضل للسودان. إن الأفكار التالية ستُشكّل مبادئ وأولويات ستوجه موقفنا بخصوص أية محادثات أو مفاوضات سلام مستقبلية.
في البدء، أود أن أؤكد أن طبيعة اجتماع رؤساء الإيقاد أو أي مفاوضات مقبلة، ليست مسألة تتعلق بالمصالح الشخصية، ولا ينبغي لها أن تدور حول أجندة أي مجموعة بعينها، ويجب أن تتم المفاوضات من أجل تحقيق مستقبل مستدام للسودان، وأن تؤدي إلى حل شامل يضم جميع السودانيين. فطبيعة هذا الحل واضحة:
أولاً، يجب على السودان أن ينتقل سريعاً نحو مستقبل ديمقراطي. من خلال إجراء انتخابات حقيقية حرة ونزيهة في نهاية الفترة الانتقالية. وبناء حكومة ديمقراطية تمثل إرادة الشعب السوداني.
ثانياً، يجب كذلك أن يكون للسودان جيش موحد. تكون مهمته الأساسية الدفاع عن البلاد، بعيداً عن التدخل في السياسة والاقتصاد. نحن نرى أن بناء جيش مهني وموحد يشكل شرطاً أساسياً لإرساء دولة حديثة ومستقرة.
ثالثاً، يجب أن يكون هناك تمثيل متساوٍ لجميع السودانيين في هياكل الدولة والجيش والمؤسسات، دون أي تمييز.
السودان ملك لجميع السودانيين، فلا يوجد مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية. إن تصرف البعض وكأنهم يملكون السودان، لا يحقق السلام والاستقرار في بلادنا التي يجب أن نعيش فيها بعدالة ودون أي تمييز.
إننا ندخل هذه المفاوضات بحسن نية وعزيمة لإنجاحها. لأننا ندرك أن خسارة أي سوداني هي مأساة يجب أن نتحمل مسؤولية منع وقوعها، وإذا فشلنا في هذا المسعى. فسيحكم علينا التاريخ والشعب السوداني. ولذلك. فإنني أؤكد التزامي بالسلام والمفاوضات بهدف رسم مستقبل مشرق لبلادنا الحبيبة.
كما أكدت في العديد من المناسبات، فإن هدفنا الوحيد هو إقامة دولة سودانية ديمقراطية مستقرة تنعم بالسلام. ونحن على استعداد لتقديم أي تضحيات من أجل رؤية السودان. الذي ينعم بالديمقراطية والسلام. إن همنا لا يتعلق بمسألة تقاسم السلطة. وإنما نسعى لإقامة سودان ديمقراطي تُجرى فيه الانتخابات بطريقة نزيهة وعادلة.
تهدف هذه المفاوضات إلى تحقيق هدف عظيم. ولا ينبغي أن تقتصر على محادثات بين شخصين محددين، يجب أن تشمل جميع السودانيين لتحقيق مطالبهم المشروعة في الحرية والسلام والعدالة. نتوقع من الطرف الآخر تقديم نفس المستوى من الالتزام. نحن لا نتفاوض من أجل مصالح شخصية، بل نتناقش حول مستقبل السودان. نعتقد أن أي شخص يحاول عرقلة هذه المفاوضات. أو يمنع عقد الاجتماعات لأي سبب كان، أو يغادر طاولة المفاوضات دون سبب مقنع، يقوم بخيانة الشعب السوداني. نحن ملتزمون بتحمل جميع المسؤوليات وتقديم التضحيات الضرورية.
لا يجب أن تُعتبر المحادثات مقتصرة فقط على الطرفين وتعكس جدول أعمالهما بشكل حصري. نتوقع مشاركة وإسهاماً من المؤسسات الوطنية المؤيدة للديمقراطية – سواء كانت منظمات المجتمع المدني، أو الجماعات الدينية، أو المنظمات الشبابية. أو الجمعيات المهنية، أو عامة الشعب السوداني. نحن ملتزمون بإحضار تطلعاتهم ومطالبهم ومخاوفهم إلى طاولة المفاوضات. فنحن ملتزمون بأن تكون تطلعاتهم ومطالبهم ومخاوفهم حاضرة في طاولة المفاوضات.
لقد ظلت بلادنا الحبيبة مسرحاً لصراع دامٍ. لم نقم باختياره ولم نكن نرغب فيه، بل فُرض علينا من قبل قيادة القوات المسلحة السودانية وحلفائها من قادة النظام البائد. هذا الصراع أسفر عن فقدان أرواح إخواننا وأخواتنا السودانيين الأعزاء، وتسبب في إراقة الدماء. ما يتنافى مع رؤية قوات الدعم السريع الملتزمة بمستقبل مستقر للسودان. بمشاركتنا في الاجتماع المقبل للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية وفي أي مفاوضات مقبلة، هدفنا هو طي هذا الفصل الأليم والعهد المظلم من تاريخ بلادنا. وإنهاء إراقة الدماء في السودان وتخفيف معاناة الشعب السوداني.
نتيجة لهذا الصراع، تداول البعض على مستويات إقليمية ودولية، وللأسف حتى على المستوى الوطني، أفكار حول تقسيم البلاد على أساس إقليمي كوسيلة للخروج من هذا الصراع. نحن نرفض هذه الفكرة تماماً. إننا نعارض بشكل قاطع أي محادثات أو مقترحات تشكك في وحدة السودان أرضاً وشعباً. بل سنعمل من خلال هذه المفاوضات لدحض مثل هذه الأفكار والدعوات.
نؤمن بأن الطريق إلى مستقبل مشرق لبلادنا الحبيبة يمر عبر الانتقال السياسي. هذا الانتقال يجب أن يكون ديمقراطياً، وواقعياً، ومستداماً بشكل واضح. نحن لا نرغب في تكرار أخطاء الماضي، وندرك أن هذا هو طموح شعبنا، وهو أيضاً طموحنا. نؤمن أنه يتعين علينا كقادة للسودان أن نحقق تطلعاتهم.
منذ 15 أبريل، وصفت بلادنا بأوصاف مؤسفة ولا تستحقها. لقد تم تصويرها على أنها منطقة أزمة وصراع، حتى تم وصفها بأنها منطقة حرب، واستخدمت لغة الكوارث الإنسانية بشكل واسع للإشارة إلى بلادنا. يجب أن نعمل على تغيير هذه الصورة السلبية عن بلدنا الحبيب. كما نطمح إلى جعلها مثالاً للسلام والازدهار والتنمية.
وفقًا لهذه الرؤية، نحن على قناعة بأن السودان سيكون مصدراً للسلام والتطور والازدهار، ونموذجاً للاستقرار والتنمية في منطقتنا. ومساهماً في تحقيق الأمن على مستوى العالم. نحن، كجهات فاعلة ومسؤولة. ملتزمون تماماً بعمليات المفاوضات وتعزيز السلام، سأشارك في اجتماع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية. واضعين في الاعتبار هذه المبادئ والأهداف. سننجح في تحقيق السلام، والازدهار، وتعزيز الديمقراطية، والأمن.