أحداث

فك تجميد السودان.. هل ينجح البرهان في إقناع الاتحاد الأفريقي؟


يأمل قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، أن تُسفر قمة الاتحاد الأفريقي التي تنعقد اليوم الجمعة، عن “فك تجميد” عضوية السودان، بعد أن دفعت حكومته بطلب مشفوعًا بمبررات اعتبرها خبراء “خدعة” لن تنطلي على المنظمة الأفريقية.

ويعقد الأتحاد الأفريقي، مساء اليوم الجمعة، قمة على مستوى الرؤساء، في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، لمناقشة الأوضاع في السودان، وسط مطالبات القوى السياسية السودانية بضرورة دفع جهود وقف الحرب ومعالجة الأزمة الانسانية وحماية المدنيين.

وكان وزير خارجية البرهان أرسل يوم الخميس رسالة إلى الاتحاد الأفريقي طلب فيها فك تجميد عضوية السودان، وفق تطورات على رأسها إطلاق قائد الجيش خريطة طريق للحوار الوطني وتشكيل حكومة مدنية.

ووجّه، الوزير رسالة خطية إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس السلم والأمن الأفريقي، دعا فيها المجلس إلى إعادة النظر في تقييم الاتحاد الأفريقي للأوضاع بالسودان على ضوء المستجدات الأخيرة، وإعادته إلى مكانه الطبيعي في المنظمة القارية واستئناف دوره في العمل الأفريقي، وفق رسالته.

وكان البرهان أعلن الأسبوع الماضي على نحو مفاجئ رغبته في تشكيل حكومة مدنية لاستكمال المرحلة الانتقالية، متحدثًا بلغة غير معهودة حول مشاركة القوى السياسية في الحوار الوطني.

وفي اليوم التالي لحديث البرهان، أعلنت وزارة الخارجية عن طرح “خريطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية الشاملة”.

وتشمل الخريطة “إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب، وإجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوى الوطنية والمجتمعية، ومن ثم اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون تدخل”.

لا متغيرات جديدة

وتعليقًا على ذلك، اعتبر المحلل السياسي، داؤود خاطر، أن التحركات الأخيرة التي قامت بها حكومة البرهان، مجرد “الاعيب” لن تنطلي على الاتحاد الأفريقي، وفق قوله.

وقال خاطر إن “أسباب تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي لم تنته وأن تداعيات الانقلاب على الحكومة الانتقالية لا زالت مستمرة، دون أي مغيرات جديدة مقنعة تستدعي فك التجميد وإعادة عضوية السودان”.

وأشار إلى أن البرهان زاد على الانقلاب جريمة أخرى وهي الحرب، التي جعلت السودانيين يدفعون فاتورتها، مؤكدًا أنه لا توجد أي فرصة لإقامة حكومة تنطبق عليها شروط عضوية الاتحاد الأفريقي. وأن ما يوجد في بورتسودان هو مجموعة اختطفت السلطة بالقوة، وفق قوله.

وأضاف أن “ما أعلنه البرهان من خريطة طريق وتشكيل حكومة مدنية، هي مجرد خدعة، لدفع الاتحاد الأفريقي لفك تجميد عضوية السودان. قبل اعلان الحكومة الموازية المرتقبة بمناطق سيطرة الدعم السريع”.

ولفت إلى أن البرهان ومجموعة بورتسودان يعملون بكل ما لديهم من قوة واستغلال علاقاتهم الخارجية لأجل استعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي قبل الحكومة الموازية حتى لا تنازعهم في حق تمثيل السودان بالمنظمة الأفريقية.

وتابع: “لذلك استبعد أن تنطلي هذه المناورة على الاتحاد الأفريقي، الذي يجب عليه أن لا يفك تجميد عضوية السودان إلا بوقف الحرب واستعادة مسار الحكم المدني الديمقراطي. قد يسعى البرهان مع شركائه في المنظمة، بيد أن أصدقاء الشعب السوداني الذين يراقبون الأوضاع قد تكون لهم الغلبة في احباط الخدعة”.

وكان رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، قد بعث برسالة إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي، يوم الخميس. نوه فيها إلى غياب الشرعية في السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، مشددًا على أن فك تجميد العضوية يجب ان يكون مشروطًا بوقف الحرب والتحول إلى الحكم المدني الديمقراطي.

واستعرضت رسالة حمدوك الوضع الإنساني المتدهور في السودان. مسلطة الضوء على تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين، وتفاقم أزمات النزوح واللجوء والجوع، وانهيار البنية التحتية.

 محاولات ومناورات

ومن جهته، استبعد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، أن يفك الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية السودان؛ لأنه إذا فعل ذلك سيكون تلقائيًا قد خرق دستور ولوائح المنظمة. التي ترفض الانقلابات العسكرية، وفق قوله.

وقال برغوث إن “البرهان يعيش حالتين كل منهما تستدعي استمرار تجميد العضوية، الأولى الانقلاب الذي نفذه في 2021 وتسبب في قرار الاتحاد الأفريقي. والحالة الثانية هي حالة الحرب المستمرة بلا أفق لوقفها”.

وأضاف أن “البرهان بعد انقلابه فشل حتى في تنظيم انتخابات ولو صورية يمكن أن تدفع الاتحاد الأفريقي لفك التجميد، بل ذهب إلى الحرب التي احدثت انقسامًا داخليًا. ولم تصبح حكومة البرهان وحدها في البلاد حتى يعيدوها إلى الاتحاد الأفريقي، بل هنالك حكومة جديدة سترى النور في مناطق سيطرة الدعم السريع”.

وتابع أن “الاتحاد الأفريقي إذا حاول التعامل مع طلبات البرهان بشأن استعادة العضوية، سيتسبب في أزمة داخل المنظمة قد تكون الأعمق في تاريخيها. وربما تمثل خرقًا يقود إلى الانقسام، لذلك لا أتوقع أن يذهب الاتحاد الأفريقي في هذا الاتجاه”.

واعتبر برغوث الحديث عن إطلاق حوار وطني وتشكيل حكومة مدنية بقيادة الجيش. محاولات ومناورات من البرهان حتى يجد اعتراف إقليمي بتمثيل حكومته للسودان. مبينًا أن سلطة بورتسودان هي حكومة أمر واقع، ليست لها أساس دستوري، وفق قوله.

وأكد أن البرهان لن يتوقف عن محاولات العودة إلى المنظمة بمساعدة شركائه. بيد أن الواقع الماثل في السودان، يتقاطع مع حسابات الاتحاد الأفريقي ودستوره ولوائحه. مبينًا أنه متى ما توقفت الحرب وأقيمت عملية انتخابية يمكن أن تفتح الباب امام استعادة العضوية.

وكان الاتحاد الأفريقي قد علق عضوية السودان في 2021 بعد أن أطاح الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالحكومة المدنية. التي تولت المسؤولية في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وعقد وفد من القوى السياسية السودانية يقوده عبدالله حمدوك، يوم الخميس، مشاورات على هامش قمة الاتحاد الأفريقي المنعقد في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. بشأن وقف الحرب بالسودان، ناقشت ضرورة دفع جهود وقف الحرب ومعالجة الأزمة الانسانية وحماية المدنيين في السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى