أحداث

طرفا الحرب في السودان يستعدان لمعركة حاسمة


استمر طرفا الحرب في السودان بتحشيد مقاتليهما بكثافة غير مسبوقة على جبهات القتال؛ استعدادًا لما يبدو أنها معركة فاصلة قد تدور رحاها في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة.

ودخلت على الخط للمرة الأولى بعض الحركات المسلحة في دارفور، ودفعت مقاتليها للقتال مع الجيش السوداني في الخرطوم والجزيرة، وسط مخاوف من انعكاس ذلك على إقليم دارفور بتفجير الصراع العرقي هناك.

ويوم الأحد، وصل حاكم إقليم دارفور قائد حركة “تحرير السودان”، مني أركو مناوي، على رأس قوة عسكرية ضخمة إلى العاصمة الخرطوم؛ للمشاركة مع الجيش السوداني في المعارك ضد قوات الدعم السريع.

مخاوف

وأثار إعلان مناوي وغيره من قادة الحركات المسلحة الدخول في قتال قوات الدعم السريع مخاوف الكثيرين؛ باعتبار أن قوات الحركات المسلحة تنحدر من إقليم دارفور الذي ينحدر منه أيضًا مقاتلو الدعم السريع، وقد ينعكس قتالهما في الخرطوم أو الجزيرة على الإقليم الذي طالما عانى من الصراعات القبلية.

وحذّر القيادي البارز في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، ياسر عرمان، من عواقب مشاركة مناوي في القتال مع الجيش السوداني.

ونصح عرمان، في تصريح مكتوب، مناوي بالتراجع عن خطوة المشاركة في القتال مع الجيش، قائلًا: “أتمنى أن ينفض يده عنها، وأن يحلق عاليا فوق الغضب والمصالح الضيقة، وأن يفتح حوارا شفافا مع القوى الديمقراطية لبناء الجبهة المعادية للحرب وبناء السودان الجديد”.

وليس مناوي وحده من دخل الصراع بقواته إلى جانب الجيش السوداني، فهنالك جبريل إبراهيم وزير المالية وقائد حركة “العدل والمساواة”، الذي دفع قواته أيضًا إلى جبهات القتال.

وأرسل جبريل إبراهيم قبل يومين قوة عسكرية تحركت من ولاية كسلا شرق السودان، إلى ولاية الجزيرة.

وسبق أن أرسل جبريل إبراهيم قوة من “حركة العدل والمساواة” بقيادة عبدالعزيز عشر، وهو الأخ غير الشقيق لرئيس الحركة، إلى الخرطوم، واشتركت فعليًا في العمليات العسكرية، في فبراير/ شباط الماضي، ضد قوات الدعم السريع في أم درمان.

وهناك أيضا حركة أخرى من دارفور قررت القتال في صفوف الجيش السوداني، وهي الحركة التي يقودها مصطفى تمبور، وقد دفعت بدورها قواتها التي تحركت من ولاية القضارف إلى ولاية الجزيرة وسط السودان.

مكاسب ذاتية

ورأى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي علاء الدين بابكر أن “المعركة المقبلة حال اندلعت بمشاركة الحركات المسلحة ستكون مدمرة، وستنشطر لصراعات قبلية عدة في دارفور”.

وقال بابكر إن “دوافع مناوي وجبريل للمشاركة في الحرب ذاتية مرتبطة بمكاسب سلطوية حققاها عبر اتفاق جوبا للسلام الذي سقط باندلاع هذه الحرب”.

وذكر أن “الحركات المسلحة حال سيطرتها على ولاية الجزيرة أو أية منطقة أخرى لن تخرج منها لأجل الجيش، بل ستحتفظ بها كمناطق سيطرة لتذهب على أساسها لطاولة التفاوض المتوقع انطلاقته عقب رمضان الحالي”.

واستبعد بابكر أن تكون المعركة المقبلة فاصلة؛ لصعوبة انتصار أي من الطرفين فيها، لكنه أشار إلى أنها “ستكون مدمرة لإنسان دارفور”.

جبهة الفاشر

جُل قوات الحركات التي تم الدفع بها إلى جبهات القتال هي ممن جرى تجنيدها حديثًا في معسكرات أقيمت بولايات شرق السودان تحت إشراف الجيش السوداني، وذلك بعد تعثر مشاركة القوات الرئيسية الموجودة في دارفور تحت اسم “القوى المشتركة”، التي أعلنت الحياد تجاه الحرب الجارية.

وحسب مصادر مطلعة فإن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي سحب قوة كبيرة من قواته المتواجدة ضمن القوى المشتركة في دارفور، تجمعت في مدينة “الدبة” بالولاية الشمالية، قبل أن تصل إلى أم درمان.

ووفق المعلومات، حشدت قوات الدعم السريع قوة ضخمة من مقاتليها قرب مدينة الفاشر.

ومن المتوقع أن تشتعل المعارك العسكرية خلال الأيام المقبلة في مدينة الفاشر شمالي دارفور، باجتياح قوات الدعم السريع للمدينة، إذ كانت الضربات الجوية التي نفذها الجيش على مدينة الفاشر استباقية للمعارك المقبلة.

وشهدت المدينة خلال الأيام الماضية اشتباكات متقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكانت مصادر أمنية إن “الغارات المتوالية من طيران الجيش على مدينة الفاشر هي محاولة للتغطية على إدخال سلاح وطائرات مسيرة لمقر قيادة الجيش في المدينة”.

ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها الـ12، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، وتشريد نحو 8 ملايين، موزعين بين النزوح الداخلي، واللجوء إلى دول الجوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى