شهادات صادمة.. مهنة الاغتصاب تكشف وحشية الإخوان بالسودان

لم تكن حادثة اغتصاب أطفال مستنفرين داخل مقرّ المؤتمر الوطني المحلول بالحصاحيصا على يد عناصر “درع السودان” جريمة حرب معزولة، بل هي امتداد طبيعي لإرث دموي أسست له حركة الإخوان المسلمين في السودان على مدى ثلاثة عقود، حين حوّلت الاغتصاب من جريمة فردية إلى “مهنة” وسياسة دولة لقمع الخصوم وإذلال المجتمع.
وما شهده أخيرًا مقرّ الحزب الحاكم سابقًا ليس سوى فصلٍ جديدٍ في تاريخ طويل من الانتهاكات التي بدأت في “بيوت الأشباح”، واستمرت كنهج ثابت، لتكشف أنّ الميليشيات الحالية ما هي إلا وريث شرعي لذهنية ترى في جسد الإنسان أداة للسيطرة والترهيب.
ومنذ استيلاء الحركة الاسلامية على السلطة، أرسى نظام الإخوان بقيادة عمر البشير سياسة قمعية لم تكتفِ بالقتل والتعذيب، بل ابتدعت أداة أكثر تدميرًا: تحويل الاغتصاب إلى وظيفة رسمية. وتجلت هذه الحقيقة المروعة في قضية اغتيال المعلم الشهيد أحمد الخير، حين اعترف أحد المتهمين أمام المعتقلين بأنّه “اختصاصي اغتصاب”، وهي عبارة فضحت تحول الجريمة إلى أداة حكم ممنهجة.
لم يكن الاغتصاب في عهد الإخوان فعلًا عشوائيًا، بل كان سلاحًا سياسيًا مدروسًا استهدف رموزًا محددة لكسر إرادة المجتمع، والأمثلة كثيرة كحادثة المعلم أحمد الخير والضابط محمد أحمد الريح والفنانة صفية إسحاق، الذين تعرّضوا لاغتصاب وحشي على يد عناصر من الحركة الإسلامية بهدف إذلالهم وترويع المجتمع، وفق ما نقل موقع (الراكوبة).
هذا، وتُعتبر حادثة اغتصاب الأطفال المستنفرين في الحصاحيصا دليلًا حيًّا على أنّ ذهنية الإخوان لم تمت بسقوط نظامهم. فميليشيا “درع السودان”، الحليفة لجيش بورتسودان، لم ترتكب جريمتها في مكان عابر، بل داخل مقر المؤتمر الوطني المحلول، في دلالة رمزية فاضحة على أنّها الوريث المباشر لهذا الإرث الإجرامي.
وبحسب صحيفة (إدراك) فإنّ هذا النمط ليس جديدًا، فهو يعيد إلى الأذهان قصة الشيخ حاج نور، القيادي الإخواني في التسعينيات الذي اشتهر بفساده الأخلاقي، وبرره حينها زعيم التنظيم حسن الترابي بمقولته الشهيرة: “حاج نور فاسد الجسد، طيب الروح”، وهي العبارة التي كشفت جوهر المشروع القائم على التغطية على الانحرافات الأخلاقية بخطاب ديني زائف.
إنّ ما حدث في الحصاحيصا يؤكد أنّ المعركة في السودان اليوم ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي مواجهة مع إرث متجذر من الإجرام الممنهج، الذي يرقى إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ويضع قادة هذه الميليشيات ومن يحميهم تحت طائلة المسؤولية الدولية.
