شبح التقسيم يهدد السودان في الشهر العاشر من الحرب
حذَّر خبراء من شبح الانقسام الذي يخيم على السودان وذلك مع دخول الحرب شهرها العاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مؤكدين بأن المرحلة التي تمر بها البلاد حرجة وخطيرة.
وأجبرت المعارك الدائرة بين الجيش السوداني .وقوات الدعم السريع ما يقدر بنحو 6.7 مليون سوداني على الفرار من منازلهم.
وكشف قائد قوات الدعم السريع . الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” عن أفكار يجري تداولها على مستويات إقليمية ودولية. حول تقسيم السودان على أساس إقليمي كحل للصراع الدائر في البلاد.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”. صالح عمار، أن “تقسيم السودان سيؤدي إلى صناعة دويلات فاشلة جديدة. وهو أمر تكتنفه تعقيدات ونتائج خطيرة جدًا، وأن أقاليم السودان ليست منفصلة عن بعضها البعض”.
وقال عمار إن “تقسيم السودان لن يكون أمرًا سلساً لأنه .لا يمكن ترحيل ملايين السودانيين من منطقة إلى أخرى. كما أن المشكلة الحالية ليست في تقسيم السودان. ولدينا نموذج في انفصال جنوب السودان الذي لم يحقق السلام بل أدى إلى اشتعال الحروب بين الدولتين والحروب الداخلية”.
وشدد على “ضرورة البحث عن حل للأزمة الحقيقية والمتعلقة. بالفشل في إدارة الدولة والتعامل مع القضايا الإستراتيجية كالتنوع، والعدالة والمساواة. وإقامة نظام حكم ديمقراطي مستقر. أما القفز والهروب من هذه المشكلات إلى إنشاء دويلات جديدة .فإن ذلك سيكرر نفس الأزمات في الدويلات التي ستُولد فاشلة”.
أفكار للتقسيم
وأشار عمار إلى أن “فكرة تقسيم السودان يغذيها ويروّج لها أنصار النظام السابق. لأنها إستراتيجيتهم بعد أن فصلوا جنوب السودان في وقت سابق. في المقابل تعمل القوى الديمقراطية، وفي مقدمتها تنسيقية تقدم لوحدة السودان، وتقاوم أي فكرة لتقسيمه”.
أما المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير في الخارج. عمار حمودة، فقد قال إن “فكرة تقسيم السودان أمر يجب أن نقف ضده بكل ما أوتينا من قوة. وإبطاله بأسرع ما يمكن”.
وأوضح حمودة أن “تداول أفكار حول تقسيم السودان. أمر خطير يشبه ما تم تداوله منذ مدة حول إمكانية فرض حكومات مناطقية. الأمر الذي أصدرت حوله قوى الحرية والتغيير بيانًا .واضحًا يرفض هذا المسلك، فالتقسيم لن يحل أزمة السودان بل على العكس سيعمّقها”.
يشار إلى أن شخصياتً معروفة الانتماء لحزب المؤتمر الوطني المنحل، ظلت تروّج، منذ فترة. إلى قضية فصل أجزاء من السودان تشمل “الولايات الواقعة على مجرى النيل. والأجزاء الشرقية من البلاد”، لإقامة ما يُعرف بـ”دولة النهر والبحر”.
وتتطابق فكرة دولة “النهر والبحر” الحالية، مع رؤية قديمة لجماعة الحزب الحاكم إبان عهد الرئيس السابق عمر البشير، تُعرف بـ”دولة مثلث حمدي” .التي طرحها رجل التنظيم الراحل عبدالرحيم حمدي. وتتلخص في إقامة دولة على ذات حدود دولة “النهر والبحر” المطروحة في الوقت الحاضر.
وحول إمكانية أن تجد هذه الأفكار حظها من القبول. حال أصبح تقسيم السودان واقعًا لإنهاء الصراع الحالي، أفاد عمار حمودة بأن “هذه أحاديث عنصرية تكرس للمناطقية والجهوية. ولا أعتقد أنها تٌحظى بسند شعبي، فقط هناك إعلام موجه لاستثارة النعرات”.
من جهته، قال المحلل السياسي، محمد صالح البشر إن “تقسيم السودان قضية. لن تجد قبولًا من السودانيين. والأمر حتى لو أصبح واقعًا فإنه لن يكون على أساس الأقاليم القديمة لأنها .فكرة غير واقعية في الوقت الراهن”.
من ناحيته، أشار الناشط المجتمعي علاء الدين بابكر إلى أن “تقسيم السودان. مخطط قديم سبق وطرحته جهات خارجية، ويشمل تقسيم البلاد إلى 5 دويلات”.
واستدرك قائلاً: “لكن هذا الأمر لن ينجح. لأن المجتمع المدني سيرفضه ويقاومه. ولن يسمح بانفصال جزء من السودان”.