“زيارات استعراضية للبرهان ومخاوف من انهيارات في الجيش”
يزور قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة. في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في أبريل. فيما حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب قد تدفع المنطقة بأكملها صوب كارثة إنسانية.
وقال مصدران حكوميان من السلطة التي يديرها الجيش، إن البرهان يعتزم أيضا مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان، مقر الحكومة المؤقت، لكن لا شيء مؤكد حتى الآن بسبب تسارع التطورات الميدانية في العاصمة.
وتعكس زيارات البرهان التي لم تتعد بضع عشرات الكيلومترات قلقا لدى قيادة الجيش من انهيارات معنويات الجنود. في عدة جبهات بعد أن منيت القوات المسلحة وكتائب اخوانية من فلول النظام السابق بهزائم متتالية خاصة في منطقة سلاح المدرعات.
ويقاتل الجيش قوات الدعم السريع من أجل السيطرة على الخرطوم وعدة مدن منذ منتصف ابريل الماضي لكنه مني بهزائم متتالية خاصة في منطقة سلاح المدرعات بوسط الخرطوم.
وغادر البرهان أمس الخميس مقر القيادة العامة للقوات المسلحة. الذي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وشوهد في مقاطع فيديو وصور في مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل.
وتداول الجيش اليوم الجمعة مقاطع فيديو للبرهان وهو يزور قاعدة لسلاح المدفعية في عطبرة بولاية نهر النيل شمالي الخرطوم. وظهر الجنود وهم يحملون البرهان.
وبينما يقاتل الجيش قوات الدعم السريع في الخرطوم ومنطقتي كردفان ودارفور إلى الغرب، لا تزال مناطق وسط وشمال وشرق البلاد هادئة وتحت سيطرة الجيش.
ولم تفلح محاولات للوساطة بينهما إذ يقول دبلوماسيون إن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه. وفر أكثر من أربعة ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام تفجر مواجهات قبلية وعرقية في اقليم دارفور.
وقال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية اليوم الجمعة “يهدد هذا الصراع الذي يستشري كالنار في الهشيم وما خلفه من جوع ومرض ونزوح الآن بأن يأتي على البلد بأكمله”.
وعبر في بيان عن قلقه إزاء انتشار أعمال العنف في ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم مباشرة حيث توغلت قوات الدعم السريع. وتعتبر الولاية سلة الغذاء للبلاد، مضيفا “مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت إذا تركوا بدون علاج”. وحذر من أن أمراضا مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك والإسهال المائي الحاد تنتشر.
وقال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة إنه يتوقع أن يؤدي نقص الإمدادات إلى زيادة كبيرة في أعداد وفيات الأطفال. وقالت سوزانا بورجيس من منظمة أطباء بلا حدود بعد أن عادت إلى جنيف من الحدود التشادية هذا الأسبوع للصحفيين إن اللاجئين لم يتلقوا حصصا غذائية في أغسطس/آب، وإن عدم كفاية إمدادات المياه دفع البعض إلى البحث عن المياه الجوفية.
وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة في بيان صحفي في جنيف أن نداء من أجل السودان لجمع 2.6 مليار دولار لم يتلق سوى 26 بالمئة فقط من المبلغ المطلوب. ودعا الجهات المانحة إلى الإسراع في تقديم المبالغ التي تعهدوا بها.