أحداث

رد ميداني على الدبلوماسية.. أوامر البرهان تكشف موقف بورتسودان من مبادرة الرباعية


في تحدٍّ سافر لـ “الرباعية الدولية” الساعية لفرض هدنة إنسانية، أطلقت قيادات عسكرية في السودان “رباعيتها” الخاصة المكونة من أربعة حروف: “بل بس” (الحسم العسكري فقط)، مهددة بنسف آخر أمل لملايين النازحين وبدء موجة جديدة من الحرب الشاملة.

لم تكن زلة لسان، بل هي رسالة مدوية أطلقها مساعد القائد العام للجيش، ياسر العطا، الذي وُصف بأنّه “الجنرال المتشدد”، حين سخر من المبادرة الدولية قائلاً: “إذا أحصينا عدد حروف (بل بس)، تصبح (رباعية)…، هذه هي رباعيتنا”.

هذه الكلمات، التي رددها العطا في حفل تخريج عسكري، لم تكن معزولة، فقد قدّمه حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بصفة رسمية جديدة: “زعيم البلابسة”، في إشارة إلى مؤيدي شعار الحرب.

وأثارت تصريحات العطا عاصفة في الأوساط السودانية، وكشفت ما وصفه مراقبون بـ “صراع أجنحة” عنيف داخل قيادة الجيش؛ فبينما تحاول “الرباعية” فرض هدنة، يسعى “تيار البلابسة” لإفشالها وتثبيت نفوذه الميداني والسياسي.

لكن ما بدا كأنّه تمرد من “جنرال متشدد”، سرعان ما اتضح أنّه قد يكون السياسة الرسمية الجديدة لـ “حكومة بورتسودان”.

ففي خطوة نسفت المبادرة عسكرياً، أعلن مني أركو مناوي عن تكليف مباشر من القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان نفسه، يقضي بـ “التقدّم غرباً نحو إقليم دارفور لتحرير كل السودان”.

هذا الأمر يعني شيئاً واحداً: موجات جديدة من المعارك في بلد يعاني فيه (21) مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويشهد أسوأ أزمة نزوح في العالم بـ (12) مليون نازح.

لم يتوقف نسف الهدنة عند حدود الميدان، بل امتد إلى الدبلوماسية، ففي خطوة فاجأت المراقبين طالبت “حكومة بورتسودان”، عبر سفيرها في إندونيسيا، بإشراك تركيا وقطر كوسطاء جدد.

هذه المطالبة، التي جاءت بزعم “التوصل إلى اتفاق أكثر عدلاً”، فُسّرت على أنّها “مناورة” دبلوماسية متقنة للتشكيك في “الرباعية الدولية” القائمة حالياً، وكسب المزيد من الوقت لاستمرار العمليات العسكرية، وفق صحيفة (الشرق الأوسط).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى