خطاب علني وآخر خفي.. تناقض الإخوان يفضح من يربح من استمرار الحرب السودانية
أكد خبير العلاقات الدولية، الدكتور التوم حاج الصافي، أنّ السؤال المحوري في الأزمة السودانية لم يعد “من أشعل الحرب؟” بل أصبح “من المستفيد الأول من استمرارها؟”، مشيراً إلى أنّ الواقع يكشف الفاعل، وأنّ التناقضات الواضحة في مواقف “جماعة الكيزان” (الحركة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين) هي الدليل الأبرز على محاولات إدامة الصراع.
وأشار الدكتور حاج الصافي في مقالة نشرها عبر موقع (الراكوبة)، إلى أنّ “السودانيين لم يعودوا بحاجة إلى وثائق سرّية، ولا إلى لجان تقصي الحقائق”، فالواقع نفسه يكشف المتسبب، مشدداً على أنّ جماعة الكيزان تُظهر ازدواجية غريبة تفضح غياب الموقف الوطني لصالح “المزاد السياسي”.
وأوضح الخبير أنّ ترحيب قيادات مثل علي كرتي والبرهان بتدخلات الرباعية (ترامب ومحمد بن سلمان) لم يكن حبّاً في السلام، بل أملاً في “بوابة العودة إلى المشهد”.
وتابع الصافي أنّه بمجرد أن يظهر موقف آخر معارض للرباعية داخل الجماعة نفسها، يتضح التلاعب، حيث يعمل “جناح يرحب ليفتح باباً، وجناح يرفض ليغلق باباً آخر، والشعب في المنتصف يدفع الثمن”.
وانتقد الصافي ازدواجية رأس السلطة، الفريق البرهان، مؤكداً أنّه “لم يعد يخفي ازدواجيته”، حيث تخرج منه “عبارات ترحيب هنا، وخطاب نقيض هناك، ولسان بوجهين يتقلب حسب الجمهور والمكان”.
وأشار الخبير إلى أنّ هذا السلوك يعكس محاولة للهروب من حقيقة أنّ قيادته السياسية والعسكرية مُعلّقة بخيوط الكيزان “الإخوان” الذين يريدون الحرب أن تستمر بأيّ ثمن.
وحذّر الدكتور الصافي من أنّ “العالم لا يُخدع” بالمواقف المراوغة والبيانات “المرتّكة” التي تخرج من أذرع الحركة الإسلامية، التي تحاول طمأنة المجتمع الدولي وإرسال إشارات متناقضة لحلفائها الداخليين.
وأكّد أنّ دخول واشنطن (ممثلة بترامب) على خط القضية يعني أنّهم “لن يسمحوا بأن تتحول العملية إلى مسرحية من مسرحيات الحركة الإسلامية”.
وشدد على أنّ الولايات المتحدة “لن تسمح بأن تُستخدم الأزمة السودانية كورقة للمساومة أو للعودة عبر الأبواب الخلفية”.
واختتم الخبير تحليله بالقول إنّ الحرب “لم تُشعلها المصادفة، ولا تستمرّ بسبب تعقيدات”، بل هناك طرف واحد (في إشارة إلى الحركة الإسلامية) ما يزال يقاتل ضد أيّ مسار للحل، لأنّه يعلم أنّ نهاية الحرب تعني “نهاية نفوذه، ونهاية نظامه، ونهاية المتاجرة بالدم والخراب”.




