خريطة التحالف المظلم.. كيف جمعت الإخوان القاعدة وداعش ضد الدولة السودانية؟
اتّهم مستشار في شؤون مكافحة التطرف والإرهاب لدى مركز (تريندز للبحوث والاستشارات) محمد التوحيدي، جماعة “الإخوان المسلمين” بأنّها “المحرك الأساس” للانهيار الكارثي في السودان، واصفاً ما تعيشه البلاد منذ نيسان (أبريل) 2023 بأنّه “جحيم لا ينتهي”.
وحذّر التوحيدي في مقالة عبر صحيفة (الاتحاد) من تحول خطير في المشهد، كاشفاً أنّ تنظيم “القاعدة” أعلن صراحة، قبل (48) ساعة فقط، دعمه لـ “إخوان” السودان، ووجّه تهديدات إرهابية مباشرة لدول الخليج، مؤكداً أنّ هذا “يؤكد وحدة الهدف بين التنظيمات المتطرفة”.
وفي تحليل حاد لدور الجماعة في الصراع الحالي، قال التوحيدي: إنّ “الإخوان” يرون في الحرب فرصة “للمعاقبة والعودة إلى السُّلطة”، متهماً إيّاهم بـ “إشعال الفتنة ورفض الهدن”.
واعتبر التوحيدي أنّ دعوات “الإخوان” لـ “التعبئة الشعبية العامة” بعد سقوط الفاشر ليست دفاعاً عن الوطن، بل هي “استنزاف متعمَّد للشعب لضمان بقاء الإخوان في السلطة غير المباشرة”، واصفاً إيّاها بإرسال المدنيين إلى الموت.
وأضاف أنّ “الإخوان”، بدعمهم للميليشيات يحولون السودان إلى “ساحة مفتوحة للإرهاب” ومركزاً لجماعات مثل “داعش”، ممّا يهدد أمن البحر الأحمر واستقرار المنطقة بأكملها.
تاريخ من التدمير بـ (700) مليار دولار
وأعاد التوحيدي التذكير بتاريخ الجماعة في السودان، مؤكداً أنّ انقلاب 1989 بقيادة عمر البشير لم يكن مجرد انقلاب عسكري، بل كان “مشروعاً إيديولوجياً” للجماعة لفرض ما سمّوه “الدولة الإسلامية”.
واتهمهم بفرض “شريعة مزيفة”، وإنشاء أجهزة أمن قمعية، وجعل السودان في التسعينيات “ملاذاً لأسامة بن لادن وكارلوس الثعلب”، وهو ما أدى إلى حرب دارفور، وانفصال الجنوب، وعقوبات دولية كلّفت الاقتصاد أكثر من (700) مليار دولار.
وأوضح أنّه خلال ثلاثين عاماً لم يبنِ “الإخوان” دولة، بل دمّروها، فقد تفشّى الفساد وتفاقم الفقر واشتعلت النزاعات العرقية بفعل أجندتهم المتطرفة.”
مهاجمة الإمارات لصرف الأنظار
وأشار التوحيدي إلى أنّ “الإخوان” يحاولون “صرف الأنظار عن دورهم التخريبي” عبر إلقاء اللوم على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشدد على أنّ الإمارات هي “الداعم الإنساني الأول للسودان” بأكثر من مليار دولار من المساعدات، وإنشاء مستشفيات ميدانية وجسور جوية، معتبراً أنّ هذا “التضليل” تكرر سابقاً في غزة، حيث كانت الإمارات أيضاً أكبر مانح إنساني.
واختتم التوحيدي بالقول: “لقد ضاع الأمان بسبب “الإخوان” الذين حوّلوا الدين إلى أداة للسُّلطة والفساد”، داعياً الشعب السوداني إلى “رفض هيمنة الإخوان”، والمطالبة بـ “حكومة مدنية شاملة” تقطع الصلة بهذه الجماعة ومشروعها.




