حرب السودان تشتعل.. صراعات الماضي تعود إلى الواجهة
![التقدم المتعثر.. صعوبات لوجستية وتكتيكية تواجه قوات الدعم السريع](https://i0.wp.com/sudanleaks.com/wp-content/uploads/2025/02/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%AB%D8%B1.-%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%88%D8%AC%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%83%D8%AA%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
تتراجع قوات الدعم السريع في حربها المستمرة منذ قرابة عامين مع الجيش السوداني بسبب الأخطاء الاستراتيجية والانقسامات وصعوبة توفير الإمدادات، وفق ما يرى محللون، بينما لعب الدعم العسكري الذي تحصل عليه الجيش السوداني من العديد من الدول الحليفة دورا بارزا في استعادته السيطرة على العديد من المناطق.
وحقق الجيش أخيرا مكاسب كبيرة عكست مسار الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 12 مليون نازح منذ اندلاعها في أبريل/نيسان 2023. ففي يناير/كانون الثاني استعاد في وسط السودان مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، قبل أن يستهدف العاصمة الخرطوم.
-
حرب السودان: معركة شرسة على الخرطوم بحري وحميدتي يتوعد البرهان
-
البرهان والإخوان.. معركة كسر العظم من أجل السلطة
وفي غضون أسبوعين، استعادت قواته مقرها الرئيسي في العاصمة وسيطرت على مصفاة الجيلي النفطية، وهي الأكبر في البلاد، شمال الخرطوم.
وأدى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان العام الماضي زيارات إلى عدد من الدول من بينها تركيا كما أجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بحثا عن دعم عسكري بعد تفاقم خسائره وفقدان قواته السيطرة على العديد من المقار الحيوية والمناطق الإستراتيجية.
وأفادت تقارير سابقة بأن الجيش السوداني تمكن من تدمير 50 بالمئة من مدفعية قوات الدعم السريع بفضل اعتماده على طائرات البيرقدار التركية.
-
هل ينقلب البرهان على الإخوان؟
-
الولايات المتحدة تهدد البرهان بعقوبات.. ما هي الأسباب الثلاثة وراء الأزمة؟
وقال كاميرون هدسون، الباحث في برنامج إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لوكالة فرانس برس “سجلت قوات الدعم السريع نجاحا أكبر في بداية الحرب لأنها كانت مستعدة بشكل أفضل، فقد حصلت على الكثير من الأسلحة ونشرت قواتها بشكل جيد، في حين فوجئ الجيش بذلك”، مستدركا “لكنها تواجه اليوم صعوبات أكبر في الحصول على الأسلحة، وضعُفت جهودها في التجنيد”.
وأضاف هدسون أن “الافتقار إلى التدريب لدى العديد من المقاتلين يجعلهم غير قادرين على خوض المواجهات طويلة الأمد، أما الجيش فقد كان لديه الوقت الكافي لجمع صفوفه وإعادة بناء قواته وإعادة تسليحها”.
وقال ضابط سوداني سابق إن الجيش السوداني وسَّع قاعدته، وحشد المتطوعين والمجموعات والحركات المتحالفة معه والفروع الأخرى من أجهزة الأمن، بينما أعاد تشكيل قوات العمليات الخاصة، وهي جزء من أجهزة الاستخبارات، تم حلها في عام 2019.
-
استهداف المدنيين في السودان يضع البرهان في مرمى العقوبات الأميركية
-
أردوغان يعرض على البرهان وساطة تركية لإنهاء الخلاف مع الإمارات
وأكد الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هذه الوحدات “مدربة على حرب المدن وتضطلع بدور أساسي في القتال”.
وقال إيريك ريفز، الباحث في معهد ريفت فالي، إن هذه القوات ساهمت في تغيير استراتيجية الجيش الذي كان يعتمد حتى ذلك الحين على الضربات الجوية والمدفعية فقط.
قوات الدعم السريع سجلت نجاحا أكبر في بداية الحرب لأنها كانت مستعدة بشكل أفضل
وتابع أن “قوات الدعم السريع أنهكها توسيع خطوط الجبهة على نحو كبير، حتى باتت مسافة تزيد على 1200 كيلومتر تفصل معاقلها في دارفور، وهو إقليم شاسع في غرب السودان، عن الخرطوم التي يسعى الجانبان للسيطرة عليها”، موضحا “أنها في محاولتها للتوسع في وسط السودان وشرقه، وسَّعت رقعة انتشار قواتها على نحو كبير”.
-
الدعم السريع على تخوم جنوب السودان: البرهان يتحرك لتأمين الحدود
-
بركان صراع البرهان و«الإخوان» يلفظ حممه.. كيف تتأثر حرب السودان؟
وأوضح حامد خلف الله، وهو باحث سوداني مقيم في المملكة المتحدة، أن الهجمات المتكررة التي يشنها الجيش، خصوصا في شمال كردفان، جعلت إعادة إمداد قوات الدعم السريع “صعبة وخطيرة”.
ولكن إلى جانب الأمور اللوجستية، قال ماغنوس تايلور، نائب مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية إن “قدرتها على قيادة قواتها بطريقة متماسكة ومنظمة في مختلف أنحاء البلاد واجهت ضغوطا شديدة”.
وفي ود مدني، أدى انشقاق أبوعاقلة كيكل، القائد السابق لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وانضمامه إلى الجيش نهاية العام الماضي، إلى إضعافها.
لكنّ هذه التطورات لا تعني أن قوات الدعم السريع هُزمت، ولا أن نهاية النزاع باتت وشيكة، بينما يقول المحللون إن هذه القوات تعمل على تكييف استراتيجيتها فتقوم باستهداف البنية التحتية المدنية في وسط السودان في حين تطبق قبضتها على دارفور.
-
إريتريا والسودان.. ما وراء تهديدات أسمرا بالتدخل لدعم البرهان؟
-
حرب السودان: البرهان في إريتريا وأزمة النزوح تتفاقم في دارفور
وفي الأسابيع الأخيرة، ضربت محطات توليد الكهرباء وأكبر مصفاة للنفط في السودان والمستشفى الوحيد العامل في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وسوق أم درمان.
ويظل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي” عازما على مواصلة القتال. وفي خطاب عبر الفيديو الجمعة، تعهد بإخراج الجيش من الخرطوم.
ولكن الهدف الرئيسي لقوات الدعم السريع يقع على مسافة ألف كيلومتر غرب الخرطوم، وهو السيطرة على الفاشر، المدينة الكبرى الوحيدة في دارفور التي ما زالت خارج سيطرتهم.
والفاشر المحاصرة منذ مايو/أيار 2024، قد تصبح اليوم الهدف الرئيسي لقوات الدعم السريع التي يُرجح أن تجند كل قواتها للسيطرة عليها.
وقال هدسون “إذا نجحوا، فإن الانقسام الفعلي للبلاد سوف يترسخ بشكل أكبر”، في ظل سيطرة الجيش على وسط السودان وشرقه وشماله. مضيفا أن “قوات الدعم السريع ستكون في موقع جيد في المفاوضات، لأنها ستسيطر بذلك على ثلث البلاد”.
-
حزب البشير وحرب السودان.. البرهان يزيل الغطاء عن النفوذ الخفي
-
البرهان بين صراعات الإخوان واستمرار الحرب: أين الأولويات؟
-
حرب السودان: البرهان يهاجم تشاد بدون تقديم أدلة مؤكدة
![sudanleaks](https://i0.wp.com/sudanleaks.com/wp-content/uploads/2023/04/logo-sudan.png?resize=100%2C100&ssl=1)