تحقيقات

حديث «البراميل المتفجرة» يظهر بالسودان.. وتفاقم المعاناة الإنسانية بالجنوب


بين حديث عن استخدام “براميل متفجرة” ومعاناة إنسانية للاجئين، تمضي أزمة السودان في شهرها الـ11، دون أفق واضح للحل.

وندد “محامو الطوارئ”، وهي منظمة قانونية وحقوقية ترصد الانتهاكات في الحرب الجارية بالسودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، بـ”قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني منطقة حمرة الشيخ بولاية شمال كردفان بالبراميل المتفجرة للمرة العاشرة خلال 8 أشهر”.

ونقلت صحيفة “سودان تربيون” المحلية عن بيان لمحاميي الطوارئ، قوله إن الهجوم أدى إلى سقوط ضحايا، ووصفه بأنه “عمل غير إنساني لعدم وجود أهداف عسكرية”.

وأضاف البيان: “واصل الطيران الحربي للقوات المسلحة قصف المنازل والمنشآت المدنية ببراميل متفجرة، ما أسفر عن سقوط جرحى وتعطيل مستشفى حمرة الشيخ ونقص الدواء بشكل كبير.”

وتابع البيان، أن “حمرة الشيخ خالية من أي نشاط أو مظاهر عسكرية، وبالتالي فإن هذا الهجوم يشكل جريمة حرب كاملة الأركان”.

لكن مصادر محلية أفادت “سودان تربيون”، بأن سلاح الجو السوداني “كان يلاحق بقصفه الجوي في حمرة الشيخ تجمعا لقوات الدعم السريع“.

ولم يصدر عن الجيش السوداني تعليق رسمي على هذه الاتهامات، التي عادة ما ينفيها.

إلى ذلك، تصل بشكل دوري، شاحنات إلى مدينة الرنك في جنوب السودان محمّلة بمئات المسنين والنساء والأطفال الذين تكشف وجوههم المنهكة المحنة التي مروا بها خلال رحلتهم للفرار من القتال في السودان.

هؤلاء هم من بين أكثر من نصف مليون شخص عبروا الحدود إلى جنوب السودان الذي يكافح لاستيعاب الوافدين الجدد مع ازدحام مخيمات اللاجئين فيه.

وتقع الرنك على مسافة 10 كيلومترات فقط من السودان حيث اندلعت الحرب في أبريل/نيسان من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

ومذاك، يشهد مركزا عبور تابعان للأمم المتحدة في الرنك، تدفقا متواصلا للسودانيين الهاربين من الحرب.

وقالت فاطمة محمد، وهي مدرّسة تبلغ 33 عاما هربت مع زوجها وأطفالها الخمسة من مدينة الأُبيِّض في وسط السودان، إن “الرحلة محفوفة بالخطر”.

وأوضحت لوكالة “فرانس برس” أنه: “كان الرصاص يدخل منزلنا. كنا عالقين بين تبادل إطلاق النار في شارعنا. لذلك فهمنا أنه علينا المغادرة من أجل مصلحة أطفالنا”، واصفة الوضع في السودان بأنه “لا يحتمل”.

واستغرق الأمر 5 أيام للتمكن من الهرب إذ “صعّب الجنود السودانيون وعناصر قوات الدعم السريع مغادرة البلاد” كما قالت فاطمة محمد، مضيفة “أخذوا هواتفنا عند نقطة تفتيش، وجزءا كبيرا من أموالنا عند نقطة أخرى”.

ومنذ بداية الحرب، فر من السودان قرابة 8 ملايين شخص، نصفهم أطفال، لجأ نحو 560 ألفا منهم إلى جنوب السودان، وفقا للأمم المتحدة التي تقدر أن 1500 شخص تقريبا يصل كل يوم إلى البلاد.

وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تقول إن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يعاني نحو 3,8 ملايين طفل دون سن الخامسة سوء تغذية.

ومع دخول ما يصل إلى 10 شاحنات وحافلات إلى الرنك في اليوم، تحاول الأمم المتحدة حشد مساعدات من المجتمع الدولي وأطلقت نداء لجمع 4,1 مليارات دولار هذا الشهر للاستجابة للحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى