تقرير: تحذير من تواصل النزاع فى السودان
أصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان تقريرًا حول التدهور المريع لأوضاع حقوق الإنسان فى السودان نتيجة النزاع المسلح الجارى بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع منذ 15 إبريل الماضى.
وتزامن صدور التقرير مع مرور 5 أشهر على انطلاق النزاع. ويلخص التقرير الوضع الإنسانى الكارثى الذى يعانيه نصف الشعب السودانى على الأقل. والأعباء الملقاة على عاتق كافة السكان فى ظل استمرار القتال وانعدام وصول المساعدات الإنسانية فى بلد تعانى بنيته الاقتصادية والتحتية من الانهيار أيضا. ويسجل التقرير عددًا من أنماط الانتهاكات الأكثر جسامة والخروقات التى تشكل جرائم حرب، والتى تحتاج لإجراء تحقيق مستقل.
وحذر التقرير من المخاطر الهائلة فى حال تواصل النزاع خلال الأشهر الـ3 المقبلة على نحو قد يستحيل معه ضمان استمرار الحد الأدنى للسكان داخل كافة ولايات البلاد. بالإضافة إلى المخاطر المريعة لاتساع رقعة النزاع كما .بدخول أطراف محلية على خط القتال فى بعض المناطق. ونوعًا من خلال تفشى القتال فى المناطق الحدودية ذات التداخلات الإثنية.
ودعا التقرير لأن يكون وقف الحرب هو الهدف الجوهرى الذى تتركز عليه الجهود، خاصة أن الهدنات الإنسانية ووقف إطلاق النار المؤقت لم تؤد سوى لمزيد من المأساة الإنسانية بخروج السكان للنزوح داخليًا .واللجوء خارجيًا. وباتت تتهدد معها مكانة العاصمة القومية للبلاد. بما قد يفتح الباب لمزيد من التفكك فى بلد تعرض للتفسخ الاجتماعى فى ظل استبداد نظام البشير السابق لفترة ثلاثة عقود متتابعة.
كما دعا التقرير لتشكيل آلية تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان .بالأمم المتحدة لضمان توثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان .وجرائم الحرب وضمان المساءلة والمحاسبة ومنع إفلات الجناة من العقاب.
وقال علاء شلبى، رئيس المنظمة: علينا أن نكافح لمنع السودان من الانضمام لنادى الدول المنسية التى تعيش أزمات متراكمة ممتدة دون معالجات جادة. ولا بد من أن تكتسى الجهود الوطنية والإقليمية .والدولية بالإخلاص بدلًا من التنافسية غير الرشيدة. ومن الضرورى توحيد المبادرات لمنع التعددية غير الحميدة التى تُفسد كل تحرك جاد.