تقرير: النيل الأبيض تحت النار… الحرب تدخل مرحلة جديدة

لم تعد أحداث ولاية النيل الأبيض في السودان مجرد “اشتباكات عسكرية محدودة”، كما يحاول البعض وصفها. الهجمات الأخيرة التي استهدفت مستودع الوقود في كوستي وقاعدة كنانة الجوية أظهرت أن الحرب دخلت مرحلة جديدة، حيث تتداخل فيها الأبعاد العسكرية والإنسانية والدولية بشكل غير مسبوق.
ضربة كوستي – استهداف الشريان الحيوي
ماذا حدث؟
الهجوم على المنطقة الصناعية بمدينة كوستي أدى إلى تدمير مستودع “الوسيلة” للوقود بالكامل، إضافة إلى تدمير مركبات قتالية ومبانٍ عسكرية محيطة.
-
النيل الأبيض: الحرب، السياسة، والخيارات المفتوحة
-
النيل الأبيض: مؤشرات على معارك طاحنة تلوح في أفق السودان
الانعكاسات المدنية
-
توقف أكثر من 15 محطة وقود عن العمل.
-
ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 35% في أقل من 48 ساعة.
-
تعطل المستشفيات بنسبة 40% بسبب نقص الوقود لتشغيل المولدات.
-
شلل في حركة النقل العام والأسواق التجارية.
-
النيل الأبيض: تحوّل العمليات العسكرية إلى أزمة متعددة الأبعاد
-
النيل الأبيض… الأرقام لا تكذب
شهادة ميدانية
يقول أحد سكان كوستي: “الحرب لم تعد في الجبهات فقط، بل وصلت إلى بيوتنا. لا نستطيع شراء الوقود، ولا نجد وسيلة لنقل أطفالنا إلى المدارس أو المستشفيات.”
قاعدة كنانة الجوية – الصراع يأخذ بعدًا دوليًا
تفاصيل العملية
استهداف القاعدة الجوية أدى إلى:
-
مقتل 5 خبراء أتراك يعملون على تركيب أجهزة تشويش ومضادات تقنية.
-
مقتل عدد من الجنود السودانيين والمليشيات المكلفة بالمهمة.
-
تدمير جهاز تشويش متطور.
-
إسقاط طائرة استطلاع مسيّرة.
-
الدعم السريع تُحكم سيطرتها على شمال النيل الأبيض في السودان
-
النيل الأبيض… الوجه الخفي للحرب السودانية
الدلالات
-
التدويل: مقتل خبراء أتراك يثبت أن النزاع السوداني لم يعد محليًا بحتًا.
-
الهشاشة العسكرية: خسارة منظومات التشويش والطائرة المسيّرة تكشف ضعف البنية الدفاعية للجيش.
-
رسالة سياسية: استهداف القاعدة يعني أن أي طرف خارجي منخرط في الحرب ليس بمنأى عن الخطر.
البعد الإنساني – المدنيون في مواجهة المجهول
أكثر من 70 ألف أسرة في كوستي وحدها تأثرت بشكل مباشر بتدمير مستودع الوقود.
-
200 حالة طبية حرجة مهددة بسبب انقطاع الكهرباء عن المستشفيات.
-
خطر تلوث بيئي نتيجة احتراق كميات كبيرة من النفط.
-
نزوح داخلي محدود بدأ يظهر في بعض المناطق القريبة من مواقع الانفجارات.
شهادة طبيب في مستشفى كوستي
“الوضع كارثي. لدينا مرضى يعتمدون على أجهزة التنفس. إذا توقف الوقود نهائيًا، سنخسر أرواحًا لا ذنب لها.”
البعد القانوني – فراغ في المساءلة
القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف البنية التحتية ذات الأثر المباشر على المدنيين. ومع ذلك:
-
لم تُفتح أي تحقيقات مستقلة حتى الآن.
-
المنظمات الدولية اكتفت ببيانات عامة تدعو إلى “ضبط النفس”.
-
المجتمع الدولي يلتزم الصمت رغم مقتل خبراء أجانب.
البعد الاستراتيجي والإقليمي
-
تشابه مع اليمن: حيث استُهدف الوقود لإضعاف الخصوم وخلق أزمات إنسانية.
-
تشابه مع سوريا: استخدام البنى التحتية كورقة ضغط على المدنيين.
-
تشابه مع ليبيا: مقتل خبراء أجانب يكشف عن التدخلات الدولية المباشرة.
هذه التشابهات تجعل من السودان ساحة صراع إقليمي ودولي مفتوح، يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
-
احتجاز طلاب جنوب سودانيين أثناء أداء امتحانات الشهادة الثانوية في النيل الأبيض
-
كارثة صحية محتملة.. ضبط زيوت فاسدة في النيل الأبيض
قراءة مستقبلية
-
تصعيد عسكري متزايد: استخدام الطائرات المسيّرة والتشويش يرفع من دقة العمليات وخطورتها.
-
أزمة إنسانية أعمق: استمرار استهداف البنى التحتية سيضاعف معاناة المدنيين.
-
مخاطر إقليمية: مقتل خبراء أتراك قد يدفع إلى ردود أفعال خارجية تزيد من تعقيد النزاع.
-
ضعف الدولة السودانية: عجزها عن حماية منشآتها يضعف هيبتها داخليًا وخارجيًا.
السودان بين أنياب الداخل والخارج
ما يجري في النيل الأبيض ليس حادثًا عابرًا، بل تحول استراتيجي في مسار الحرب السودانية. الضربات الأخيرة أظهرت أن السودان لم يعد ساحة نزاع داخلي فقط، بل أصبح ميدانًا مفتوحًا لصراع القوى الإقليمية والدولية، على حساب المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر.
التقرير يكشف بوضوح أن السودان يقف اليوم على مفترق طرق: إما الانزلاق نحو مزيد من الفوضى والتدخلات الخارجية، أو التوجه نحو حل سياسي يحمي المدنيين ويعيد للدولة بعضًا من استقرارها المفقود.
-
“الدعم السريع” تطبق الحصار على قوات البرهان في ولاية النيل الأبيض
-
الكباشي يلتقي وفد المقاومة الشعبية بولاية النيل الأبيض
-
للدفاع عن الدين الوطن والعرض.. والي النيل الأبيض يعلن الجهاد
