تأثير انضمام “درع السودان” لقوات الدعم السريع على معركة الخرطوم
بعد نحو 4 أشهر من المعارك المتواصلة في السودان، أعلنت “قوات درع السودان” بقيادة الفريق أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، الانضمام إلى صفوف “الدعم السريع” في القتال ضد قوات الجيش الذي تقاعد منه كيكل برتبة عميد في وقت سابق.
ظروف وتوقيت
يقول المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ، إن مسألة التأثير العددي لدرع السودان كقوة قتالية ظل ومنذ ظهورها على سطح الأحداث أمر محل شك بالنسبة له كمجموعة لديها أعداد قتالية كبيرة.
ويضيف: “لكن البعد الأهم في قوات درع السودان وقياداتها وموقفها من الحرب الدائرة، يرتبط بظروف وتوقيت وأغراض تشكيلها من قبل عناصر الاستخبارات العسكرية المرتبطة بالمؤتمر الوطني المحلول، والحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي، لكونها صناعة غرضها المشاركة في الحرب عند اندلاعها، والقتال لصالح الحزب المحلول”.
خسارة سياسية
وقال أبو الجوخ إن انتقال قيادة هذه القوات (درع السودان) بشكل كلي أو جزئي للضفة الأخرى، وتحول موقفها بنسبة مائة وثمانين درجة، هو “خسارة سياسية ومعنوية، بغض النظر عن الحجم العسكري لهذه القوات باعتبارها منتجة ومصممة ومدعومة ومحروسة من الجهات ذات الصلة بالحزب المحلول وتنظيم الحركة الإسلامية الإرهابي بقيادة كرتي، لتخوض الحرب في معيتهم على أساس إثني وجهوي بعد تحويلها لحرب أهلية شاملة”.
وفي مطلع العام الماضي تأسست قوات درع السودان التي تتألف من 75 ألف مقاتل بقيادة أبو عاقلة كيكل، وهو ضابط سابق في الجيش السوداني.
وتكمن أهميتها في أنها تتمركز في مناطق سهل البطانة الذي يمتد من شرق الجزيرة وسط البلاد، وحتى القضارف في الشرق، وعطبرة في الشمال، إذ تعتبر منطقة مهمة من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية.
فتح باب
ويشير أبو الجوخ إلى أن المعطيات التي ذكرها، وبعيدًا عن الجدل الكمي، فإن “البعد النوعي بانتقال الفكرة التي رعتها عناصر الاستخبارات من منسوبي الحزب المحلول والحركة الإسلامية منذ أن كانت بذرة ووفرت لها الظروف لتنمو ولتقاتل في معركتها وحربها انقلبت للضد تمامًا، ولكل ذلك، فإن هذا البعد المعنوي سيبقى الجانب الأبرز في مثل هذه الانتقالات لأنها تفتح الباب أمام الأسئلة الأساسية حول مشروعية الدعوة للحرب واستمرارها، والتي يتضح دومًا أن من خطط لها وأشعلها ويصر على استمرارها ويرفض وقفها هم منسوبو الحزب المحلول وعناصر الحركة الإسلامية الإرهابية”، وفق تعبيره.
وفي شباط/فبراير الماضي، دعت “قوات درع السودان” في أول بيان لها، إلى إلغاء اتفاقية جوبا للسلام الموقعة بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات الدارفورية المسلحة.
مؤشر خطير
ويرى القيادي بالحرية والتغيير والقانوني، المعز حضرة، أن انضمام قوات درع السودان لقوات الدعم السريع سيوسع الحرب وقد يؤدي إلى حرب أهلية، واعتبره “مؤشرًا خطيرًا يدعم تفشي التجييش وسط المجموعات السودانية”.
وقال حضرة إن “قوات الجيش تدعو للتجييش”، والمجموعات المتقاتلة أيضًا تتنافر في الانحياز لأطراف الصراع، مشككًا في أن يكون عدد المقاتلين بقوات درع السودان 75 ألفًا، لكنه استطرد: “أيًا كان، فالأمر يقود السودان إلى التشظي”.
حدة العمليات
ويرى القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق، أن انضمام قوات درع السودان للدعم السريع “لا يحمل دلالة جديدة، سوى أنها صب المزيد من الزيت على النار، وزيادة رقعة العمليات لتشمل مناطق لم تدخل في الصراع، خاصة أن تلك القوات منتشرة في مناطق سهل البطانة وسط وشرق السودان ومناطق أخرى، ما يمكن أن يبرر لقوات الجيش قصف تلك المناطق عبر سلاح الطيران”، معتبرًا ذلك “اصطفافا غير مطلوب في الوقت الحالي”.
وقال الصادق إن “الواجب هو خفض التوتر ووقف العدائيات وإيقاف الاصطفاف والتحشيد والتحشيد المضاد، وتمكين المواطنين من مباشرة حياتهم، وتسهيل الوصول للشارع لمواراة الجثامين وسترهم، والسماح للطواقم الصحية والطبية والإغاثية والبيئية بمزاولة مهامها”، مشددا على أن “هذا كله لا يمكن أن يحدث في ظل التوتر واحتدام المعارك والتحشيدات التي نراها”.
انتصار نوعي
من جانبه، اعتبر الخبير العسكري المقرب من قوات الدعم السريع، عباس علي، أن انضمام قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل إلى قوات الدعم السريع، يعد “انتصارا نوعيا للدعم السريع في وقت حاسم”.
وقال إن درع السودان قوة كبيرة يزيد عددها عن الـ 75 ألف مقاتل من مناطق مهمشة طيلة حكم النظام البائد، لافتًا إلى أن “الجديد هو أنها من المناطق المهمشة في وسط السودان”.
وأشار الخبير العسكري إلى أن انضمام كيكل وقواته “يدحض اتهامات الطرف الآخر في الحرب وداعميه بتجييش الدعم السريع من إقليم دارفور في غرب البلاد دون سواه من أقاليم السودان، مدللًا على قومية قوات الدعم السريع التي تضم آلاف المقاتلين من مناطق السودان المختلفة ومن خارج إقليم دارفور”.
ميدان المعركة
ويرى علي، أن انضمام كيكل للدعم السريع له “تأثير إيجابي” على سير المعارك في الخرطوم، وقال إن “انضمام درع السودان جاء في ظرف دقيق ويسهم في تغيير الموازين العسكرية والسياسية والاجتماعية في الخرطوم”.
وأكد أن “معركة الدعم السريع ليست مع جهة اجتماعية كما يروج البعض، وإنما هي في الخرطوم التي تعد مركز صناعة القرار واحتكار السلطة، وليست ضد جهة أو مجموعات اجتماعية.