أحداث

بن لادن والإخوان.. خيوط الإرهاب من الخرطوم إلى القاهرة


كشف المفتي السابق لتنظيم القاعدة محفوظ ولد الوالد تفاصيل مثيرة حول الحقبة الزمنية التي شهدت انتقال التنظيم الإرهابي وزعيمه أسامة بن لادن من أفغانستان إلى السودان.

وأضاف ولد الوالد أنّ التنظيم عندما انتقل من أفغانستان إلى السودان كان يعاني تفاوتًا في وجهات النظر بشأن كثير من القضايا، واختلافًا في النظرة حتى إلى حكومة الخرطوم الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) آنذاك، لافتًا إلى أنّ السبب الرئيسي في هذه الخلافات  هو أنّ غالبية أعضاء التنظيم لم يكونوا يمتلكون العلم الشرعي الكافي، وكانوا يسارعون إلى التكفير رغم قلة علمهم، وفق ما تناقلته وكالات أنباء دولية.

ومن أبرز الخلافات التي تحدث عنها ولد الوالد كان الموقف من حكومة الخرطوم الإخوانية آنذاك، ومدى التزامها بالمشروع الإسلامي، الذي لم يكن يطبّق عمليًا، مؤكدًا أنّ أسامة بن لادن كان يرى أنّ السودان هو القارب الوحيد الذي يقلّ كافة المجاهدين، وأنّ عليهم التعامل بواقعية لإنقاذ هذا القارب الذي أغرقته حكومة الخرطوم لاحقًا.

ولمعالجة هذا الأمر، قرر وضع منهج جديد للتنظيم، وكلَّف ولد الوالد بهذه المهمة التي حاول من خلالها وضع القواعد التي ستحكم علاقات القاعدة بالحكومات والجماعات الإسلامية الأخرى وما سيستجد من قضايا الأمّة.

وخلال هذه المرحلة، بدأ أسامة بن لادن يعيد النظر في علاقاته مع الجماعات الجهادية الأخرى بناء على تصوراته الجديدة ورؤيته لما يجب أن يكون عليه تنظيم القاعدة، والقضايا التي يلزمه التدخل فيها والطريقة التي سيتدخل بها.

ومن هذا المنطلق، تراجع دعمه للجماعات الجهادية التي كانت تربطه بها علاقات وثيقة خلال فترة الجهاد الأفغاني، والتي وصلت إلى السودان لاحقًا.

وكانت جماعة الجهاد في مقدمة الجماعات التي تراجع دعم أسامة بن لادن لها خلال تواجده في السودان، رغم العلاقة الوثيقة بين الجانبين، حيث شارك بعض مؤسسي الجماعة في تأسيس القاعدة، وفق ولد الوالد.

ومع ذلك، فقد تعاون تنظيم القاعدة مع جماعة الجهاد في محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، والمحاولة الفاشلة التي جرت كانت سببًا في إخراج كافة الجماعات الجهادية من السودان، لأنّها جرت دون علم الحكومة السودانية التي كانت قد بدأت في تغيير مواقفها من الجماعات الجهادية، كما يقول ولد الوالد.

وفيما يتعلق بالجماعة الإسلامية الليبية، يقول ولد الوالد إنّها كانت على علاقة جيدة بالقاعدة خلال فترة القتال في أفغانستان. وعندما وصلت الجماعة إلى السودان عام 1994، نصحها أسامة بن لادن بعدم الدخول في مواجهة مسلحة مع الرئيس الراحل معمر القذافي. لأنّه كان واثقًا من أنّها ستفشل كما فشلت مواجهة مبارك في مصر وحافظ الأسد في سوريا.

لكنّ الجماعة الليبية لم تعمل بهذه النصيحة، وأعلنت الجهاد المسلح ضد القذافي، ثم انتهى بها الحال إلى الفشل والفرار إلى أفغانستان لاحقًا.

وعن موقف القاعدة من الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر (الجيا). يقول ولد الوالد إنّ أسامة بن لادن دعم الجماعة عندما قررت مواجهة الحكومة التي سعت للتآمر على فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات عام 1991.

وعندما أعلنت الجماعة بقيادة أبي عبد الله أحمد المواجهة عام 1993. دعمهم وأرسل إليهم سفينة محملة بالسلاح، لكنّهم لم يتمكنوا من تسلّمها بسبب اختلاف في مكان التسليم.

ووفقًا لولد الوالد، لم يكن أحد من أعضاء التنظيم يعرف طبيعة العلاقة بين أسامة بن لادن وبقية جماعات الجهاد حول العالم، ولا ما يقدمه لها من دعم. لأنّ هذا الأمر كان حكرًا على مؤسس التنظيم وكبار نوّابه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى