أحداث

المعارك تشتد في السودان: «بوابة» الفاشر تحت حصار نيران الصراع


دخلت قوات الدعم السريع، والجيش السوداني في معارك الأمتار الأخيرة، للسيطرة على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

واحتدمت المعارك بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني، للسيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة للجيش، في ولاية شمال دارفور، التي تعتبر بوابة للسيطرة على المدينة.

وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع، جددت قصفها للعاصمة الفاشر بالمدفعية الثقيلة، بينما حلق الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، في سماء المدينة لمنع اقتحامها.

في الأثناء، قصف طيران الجيش السوداني مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وتدمير جزئي وكلي للمنازل. ووفقًا لشهود العيان، تسبب القصف الجوي في تدمير هائل للمنازل، والمنشآت الحيوية، وأضرار كبيرة طالت المواطنين.

وبحسب المصادر العسكرية، قصف الطيران الحربي أيضًا مدينة بحري، و”مصفاة الجيلي” شمالي المدينة، ما أدى إلى انفجار خزانات الوقود وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في السماء.

وأسفر القصف المتبادل بين الدعم السريع والجيش السوداني عن مقتل العشرات في مدينة بحري خلال اليومين الماضيين، وفقًا لشهود العيان.

خطر المجاعة

في هذا السياق، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان عن حزنها العميق إزاء اشتداد وتيرة القتال والدمار الذي لحق بالفاشر.

وقالت المسؤولة الأممية: “هذا أمر مفجع ويجب أن يتوقف، لا يوجد أي مبرر للهجمات المباشرة على المدنيين وممتلكاتهم والمرافق الأساسية مثل المستشفيات، فهذه المرافق محمية بموجب القانون الإنساني الدولي، ويجب على أطراف النزاع التوقف عن استهداف المدينة”.

وأوضحت أن الصراع المستمر يدمر حياة الناس وسبل عيشهم والبنية التحتية، حيث تُعد الفاشر موطنًا لمئات الآلاف من النازحين داخليًا الذين يواجهون خطر المجاعة، بما في ذلك في مخيم زمزم، حيث تأكد حدوث مجاعة.

وأشارت المنسقة الأممية إلى أن التدمير المستمر لنظام الصحة العامة في السودان خلف نحو 5 ملايين شخص يفتقدون إلى خدمات الرعاية الصحية.

تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر باعتبارها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.

ومطلع الأسبوع الجاري، أعلنت دولة الإمارات، إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، لدعم النساء المتضررات من الصراع في السودان، وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.

وتؤكد هذه الجهود التزام دولة الإمارات بتلبية احتياجات النساء والأطفال الملحة في المنطقة، والتركيز بشكل خاص على تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي وتوفير المساعدات الأساسية، كما تعهدت دولة الإمارات بتقديم 100 مليون دولار أمريكي في “مؤتمر باريس للمانحين” في أبريل/نيسان 2024.

استغاثة المنظمات الإنسانية

وعلى صعيد آخر، أرسلت غرفة طوارئ أحياء شرق الخرطوم (نشطاء) نداءً عاجلًا إلى المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لإنقاذ المواطنين في أحياء بري وناصر من تفشي حمى الضنك والملاريا، ما يهدد حياة الآلاف من السكان.

وأوضحت غرفة الطوارئ في بيان أن الوضع يتفاقم بسبب صعوبة الحصول على الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج المرضى.

وأضاف البيان: “نحن نواجه تحديات كبيرة في التصدي لهذا الوباء الخطير الذي يفوق إمكانيات المواطن العادي. نحن بحاجة إلى أدوية ومعدات وشبكات وقاية من البعوض لإنقاذ الأرواح مع انتشار المرض”.

وذكر برنامج الغذاء العالمي أن السودان يعاني من أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يعاني 25.6 مليون شخص من الجوع الحاد. وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، ليني كنزلي، الشهر الماضي أن هذا يعني أن 54% من السكان يعانون من الجوع الحاد.

إحصائية القصف المدفعي

وفي أحدث إحصائية، بلغت عمليات القصف المدفعي في أغسطس/آب الماضي نحو 110 عمليات، حيث استهدفت قوات الدعم السريع 67% منها محلية كرري، مقر حكومة الخرطوم المؤقتة.

ووفقًا للمصادر العسكرية، فإن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شنّ في الفترة من 1 إلى 6 سبتمبر/ أيلول الجاري 50 غارة جوية في جميع ولايات دارفور، ما أدى إلى تأثيرات مدمرة، أبرزها تدمير مستشفى تعليمي في مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، ما أسفر عن مقتل 18 مدنيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى