أحداث

الفاشر تحت النار… حرب شوارع تُدخل الصراع السوداني في مرحلة اللاعودة


اقتحمت قوات “الدعم السريع” مدينة الفاشر، ليتحول عمق المدينة، إلى ساحة “حرب شوارع” بعد أسابيع من حصارها لتحدم المعارك مع الجيش.

ومن شأن احتدام المعارك في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في غرب السودان، مع مواصلتها في مدينة أم درمان بالعاصمة السودانية، وفي ولاية الجزيرة (وسط)، تعقيد مشهد الصراع في السودان، وتراجع الآمال التي خلفتها دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي، طرفي الصراع إلى العودة للانخراط في مفاوضات لإنهاء الحرب.

وتجاوب طرفا الصراع، قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو، الملقب بـ”حميدتي“، وأعربا عن انفتاحهما على الحلول السلمية للحرب المستمرة منذ منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.

وأفادت مصادر عسكرية اليوم الإثنين، بأن المعارك في مدينة الفاشر، تحولت إلى “حرب شوارع، بعد اقتحام قوات الدعم السريع، عمق المدينة التي ظلت تحاصرها لأشهر طويلة”، ما أوصل الأوضاع إلى “نقطة اللاعودة”.

ووصل القتال، وفق المصادر العسكرية، إلى محيط الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، التي تُعد البوابة الرئيسية للسيطرة على المدينة، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الأمنية والعسكرية داخل المدينة.

وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات “الدعم السريع“، حشدت الآلاف من عناصرها، لحسم المعركة من جميع المحاور للسيطرة على المدينة.

ويقول عبد الله أحمد، وهو شاهد عيان من الفاشر، إن “المعركة في المدينة تحولت إلى حرب شوارع، باستخدام جميع الأسلحة، والأوضاع وصلت إلى النقطة صفر”.

وتعد الفاشر آخر مدن إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرة قوات “الدعم السريع“، بعد أن تمكنت من السيطرة على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور، أواخر العام الماضي.

وأجبر القتال المتصاعد منذ مايو/أيار الماضي ما يزيد على 500 ألف شخص على الفرار من المدينة، التي تقع على مسافة 800 كيلومتر غربي العاصمة الخرطوم.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء أول من أمس، قوات “الدعم السريع” إلى وقف الهجوم على مدينة الفاشر، كما أدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان مساء أمس، تصاعد القتال في الفاشر، وطالب بوقفه والسماح بتنقل المدنيين.

محور أم درمان

ومع احتدام المواجهات في الفاشر، شهدت مدينة أم درمان، غربي مدينة الخرطوم، اليوم الإثنين، مواجهات شرسة بين الجيش والدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأبلغت مصادر عسكرية وطبية أن قوات “الدعم السريع“، قصفت منطقة كرري شمالي المدينة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

محور ولاية الجزيرة

كما أفادت مصادر عسكرية بأن ولاية الجزيرة شهدت أيضا معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وأفاد شهود عيان بأن القتال في ولاية الجزيرة أجبر المئات على النزوح، بسبب القصف العشوائي.

ووفق الشهود، فإن قرى” بيكة” و”مهلة” و”الشايقاب” غربي مدينة مدني عاصمة الولاية، شهدت مواجهات شرسة بين الجيش والدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي تعد الوجهة الأولى لملايين النازحين الفارين من نيران الحرب في الخرطوم.

ومنذ ذلك الحين تشهد ولاية الجزيرة، اشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع“، ما أدى تعقيد الأوضاع الإنسانية، بسبب انقطاع الكهرباء، ونزوح المواطنين، وتوقف الأنشطة الزراعية في المنطقة.

تفشي الكوليرا

ومع استمرار المعارك وإغلاق المستشفيات، أعلن وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، عن ارتفاع عدد الوفيات جراء الإصابة بالكوليرا إلى 388 شخصا، بينما بلغت الإصابات 12,896 حالة.

وبدأ تفشي الوباء في السودان اعتبارا من 12 أغسطس/آب الماضي، بعد أن اجتاحت سيول جارفة وأمطار غزيرة مناطق واسعة من البلاد، وسط مخاوف من أن تصبح المياه الراكدة بيئة ملائمة لتكاثر نواقل الأوبئة والأمراض.

وخلفت الحرب بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى