السودان يغرق في أزمة صحية.. حمى الضنك تنتشر على نطاق واسع
تزداد الأوضاع في السودان قتامة مع إصابة عشرات الآلاف بحمى الضنك وأمراض أخرى، بينما تثقل الأمطار الموسمية كاهل البنية التحتية والمستشفيات المتضررة من الصراع.
ويسلط الانتشار الكبير غير المعتاد لأمراض، مثل حمى الضنك والكوليرا والملاريا، الضوء هذا العام على التكاليف الخفية للحرب المستمرة منذ ما يقرب من 30 شهرا في السودان، في الوقت الذي يعود فيه ملايين النازحين إلى ديارهم مع استمرار فرار آخرين.
-
دارفور تنهار.. الحرب تغذي المجاعة وتفجّر أزمة صحية حادة
-
أزمة صحية خانقة في السودان وسط صمت سلطات الأمر الواقع
وتسبب الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وانتشار المجاعة. ولا توجد أي مؤشرات على تراجع حدة القتال رغم أن الجيش استعاد السيطرة على العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد.
ويرقد مرضى منهكون تحت ناموسيات في أجنحة مكتظة بمستشفى أم درمان وهم يتلقون العلاج الرئيسي من المرض.
وقالت وزارة الصحة إنها سجلت أكثر من 2000 حالة إصابة بحمى الضنك على مستوى البلاد خلال الأسبوع المنتهي، معظمها في الخرطوم، لكن الوزير هيثم محمد إبراهيم قال إن الأعداد الحقيقية للمرضى أعلى بكثير على الأرجح.
-
أزمة صحية متفاقمة: ارتفاع وفيات الكوليرا في السودان إلى 672
-
الحرب السودانية تدمّر المنظومة الصحية: أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة الملايين
وأوضح إبراهم أن “80 بالمئة من الحالات هي عبارة عن حالات بسيطة ما بتيجي المستشفيات، فبتالي إحنا نتوقع عشرات الآلاف من الحالات التي أصيبت خلال الفترة السابقة في ولايات السودان المختلفة”.
ويتكاثر البعوض الناقل للمرض في المياه الراكدة بما في ذلك داخل المنازل. وخلّف موسم الأمطار في السودان بركا في أنحاء البلاد بينما لجأ الناس إلى تخزين المياه بعد أن أدى القتال في العاصمة إلى تدمير شبكات الكهرباء والمياه الجارية.
-
السودان على مفترق طرق: انهيار الدولة وكارثة صحية تحاصر المواطنين
-
السودان تحت وطأة الانهيار الصحي: أزمة تتجاوز حدود المعاناة
وأوضح صلاح الدين الطيب، وهو تاجر في أم درمان يبلغ من العمر 65 عاما أنه واثنين آخرين من أفراد أسرته أصيبوا بحمى الضنك، وعبّر عن استيائه قائلا “الحكومة لا تفعل شيئا. مياه الأمطار راكدة في الشوارع. والنفايات منتشرة. البعوض في ازدياد كل يوم. شفيت قبل أيام من حمي الضنك، وحاليا اثنان من أسرتي مصابان. دربات البندول معدومة وتباع في السوق السوداء. السعر الرسمي لها ثلاثة آلاف ولكنها تباع بسعر 15 ألفا. وأصلا الناس طالعة من حرب، وما عندها قروش”.
وقال وزير الصحة إن أنظمة رش المبيدات الحشرية تضررت، موضحا أن استمرار الحرب لأكثر من عامين كان له تأثير مباشر على البيئة والصحة وتراكم القمامة والنفايات وتدمير مصادر المياه، مما خلق واقعا جديدا ينتشر فيه البعوض بكثرة.
-
النيل الأبيض: تحوّل العمليات العسكرية إلى أزمة متعددة الأبعاد
-
السودان يواجه كارثة صحية: 2500 وفاة بسبب الكوليرا
وبينما أسفرت جهود تطعيم السكان ومعالجة المياه عن السيطرة نسبيا على تفشي الكوليرا في العاصمة، شهدت منطقة دارفور ذروة انتشار المرض. وقالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن عدد الإصابات المسجل بلغ 12739 خلال الأشهر الأربعة الماضية.
ويوجد نحو 61 بالمئة من الحالات في بلدة طويلة التي فر إليها مئات الآلاف من الناس بعد اندلاع القتال في مدينة الفاشر ومحيطها، وهي بؤرة عنف حاليا. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الجهود جارية أيضا لتطعيم الناس هناك.
-
دارفور تواجه الكوليرا.. ضعف الاستجابة الصحية يزيد من خطورة التفشي
-
الأمم المتحدة: الأزمة في السودان تهدد حياة وكرامة النساء بشكل غير مسبوق
وقال وزير الصحة إن خفض المساعدات العالمية أعاق القدرة على علاج هذه الأمراض موضحا أن تكلفة مواجهة عدد من الأوبئة التي تفشت في توقيت متزامن تصل إلى نحو 39 مليون دولار.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن السودان يحصل حاليا على أقل من ثلث التمويل اللازم لقطاع الرعاية الصحية الذي يعتمد على المانحين.
-
أطفال السودان يتلقون ألباناً منتهية الصلاحية.. كارثة صحية تهدد الصغار
-
من الحرب إلى الملاجئ.. أزمة نازحي الفاشر تكشف فشل الحماية الدولية




