أحداث

السودان: ما أسباب عودة المواجهات العسكرية في الفاشر؟


بدأت قوات “الدعم السريع” في السودان، بحشد مقاتليها حول مدينة الفاشر، شمالي دارفور، في ظل استمرار تبادل القصف المدفعي. فيما تُثار تساؤلات بشأن عودة المواجهات المسلحة إلى المدينة، وما المرحلة التي تلي ذلك.

وتعرضت الفاشر لقصف من قبل الجيش السوداني، بشكل يومي خلال الأسبوعين الماضيين. ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من الهدوء الذي شهدته المدينة. بالتزامن مع محادثات وقف إطلاق النار التي انعقدت في جنيف السويسرية على مدى عشرة أيام بمشاركة الدعم السريع، وغياب الجيش السوداني.

سقوط متوقع

ويرى الصحفي المتابع للأوضاع في إقليم دارفور، محيي الدين زكريا. “مؤشرات لسقوط مدينة الفاشر في قبضة قوات الدعم السريع. منها الحشود الكبيرة التي بدأت تتدفق تجاه المدينة”.

وقال زكريا: “حسب متابعتي، فإن الدعم السريع تعتزم حسم وضعية السيطرة على الفاشر، حتى تتمكن من بسط سيطرتها على كامل إقليم دارفور. كما أن لديها معلومات بحصول الجيش على أسلحة متطورة. ما يجعلها تستبق ذلك بالسيطرة على الإقليم كاملا”.

وأكد أن “المعارك قد تحتدم بشكل كبير خلال الأيام المقبلة”. موضحًا أن “الدعم السريع ترى أن سيطرتها على المدينة يجعلها تكسر شوكة الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحصنة بالمدينة؛ وبالتالي يضعف موقفها في أي مفاوضات مقبلة”.

وأشار زكريا إلى “وجود بوادر خلاف بين الجيش السوداني والحركات المسلحة في الفاشر، حيث ترى الأخيرة أن الجيش لم يدخل المعارك بشكل مباشر حتى الآن. وظل يتمركز حول مقراته في الفرقة السادسة مشاة، بينما يترك قوات الحركات تقاتل وحدها”.

وأضاف أن “سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر ستكون بمثابة الورقة الرابحة في أي عملية تفاوض مقبلة، باعتبار أن ذلك سيجعلها تسيطر على إقليم دارفور بأكمله. وأيضًا على الحدود مع دولة ليبيا وهي مواقع مهمة”.

مسألة وقت

ويرى الكاتب الصحفي أبوعبيدة برغوث، أن “سقوط مدينة الفاشر في قبضة الدعم السريع مسألة وقت فقط”.

وقال برغوث، إن “تعنت الجيش السوداني حيال التفاوض ورفضه لتسوية الأزمة يفتح الباب أمام الدعم السريع، لتشكيل سلطة في مناطق سيطرتها لتسيير شؤون مواطنيها من جهة. ومن جهة أخرى محاولة نزع الشرعية عن حكومة بورتسودان الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني“.

وأشار إلى أن “وجود الجيش في الفاشر يعرقل أي خطوات مستقبلية للدعم السريع بشأن تشكيل حكومة موحدة في إقليم دارفور. بينما سقوط المدينة سيغيّر معادلة كبيرة في الواقع السياسي والعسكري على الأرض”.

ومدينة الفاشر هي المكان الوحيد في إقليم دارفور الذي يوجَد فيه الجيش السوداني. بعدما سقطت جميع مقراته الأخرى بيد الدعم السريع.

وتحتضن مدينة الفاشر مقر قيادة الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، وهي الوحيدة المتبقية له من أصل خمس فرق عسكرية في إقليم دارفور. بعد أن سقطت الأربع الأخريات، بيد الدعم السريع، عقب معارك ضارية في “نيالا، وزالنجي، والجنينة، والضعين”.

وذكر برغوث أن “سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع سيكون مؤشرًا لسقوط مدن أخرى في كردفان، مثل بابنوسة والأبيض، وأخرى في العمق في الشمالية أو سنار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى