أحداث

السودان.. تصاعد الخلاف بين الجيش والدعم السريع


تشهد السودان حالة من التوتر في الساعات الأخيرة، وأحداث لم تهدأ بعد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دفعت من خلالها تدخلات عسكرية أدت إلى نزول قوات الأمن والجيش بكثافة إلى الشوارع.

و بدأ سماع إطلاق نار كثيف خلال اليومين الماضيين، بمحيط المدينة الرياضية جنوب العاصمة، ويليه انتشار أمني كثيف في محيط القصر الرئاسي والمطار.

وقد اندلعت اشتباكات بمحيط وداخل قاعدة مروي الجوية في الولاية الشمالية للبلاد، وتصاعدت أعمدة الدخان من داخل القاعدة العسكرية التي أشعلت خلافاً خطيراً منذ أيام بين أكبر قوتين عسكريتين في البلاد.

الجيش السوداني يدعو للتهدئة 

وذلك بعد تأكيدات من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، أمس، حرصهما على التهدئة وعدم إدخال البلاد في أتون الصراع.

وقال الجيش السوداني في تصريحات صحفية له: إنه لم يبدأ ما وصفه بالعدوان في الاشتباكات العسكرية الجارية حاليًا ضد قوات الدعم السريع. ملقيًا بالمسؤولية على ما وصفه بالأطماع الشخصية لقيادة الدعم السريع.

وأعلن الناطق باسم الجيش في تصريحات إعلامية: “القوات المسلحة توجه نداء لأبناء الشعب السوداني الخلص من الضباط وضباط صف والجنود بقوات الدعم السريع بالانضمام للقوات المسلحة والامتناع بألا يكونوا أداة في هذه المعركة لتنفيذ الطموحات الشخصية غير المشروعة لقيادتهم”.

وقد كشفت نقابة أطباء السودان، اليوم السبت، أول حصيلة للقتلى المدنيين في الاشتباكات الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني. وقالت النقابة إن ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين قُتلوا حتى الآن في الاشتباكات الجارية.

وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين تفجرت منذ الأربعاء الماضي في منطقة مروي. بعد أن دفعت الدعم السريع بنحو 100 آلية عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، ما استفز الجيش الذي وصف هذا التحرك بغير القانوني. مشددا على وجوب انسحاب تلك القوات وهو ما لم يحصل حتى الآن.

تطورات الأوضاع في السودان 

وأفاد الدكتور أسامة أبو بكر الباحث السياسي السوداني: حدثت تطورات بالفعل في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية صباح اليوم ثم انتقلت إلى أحداث مؤسفة في بعض الولايات جنوب النيل الأزرق ودارفور. وما حدث أن اشتباكاً وقع بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني. وذلك نتيجة للاحتقان الشديد بين القوتين في الفترة الماضية، والآن انفجر هذا الخلاف العسكري – العسكري في شكل معركة عسكرية وما زالت تشتعل في وسط الخرطوم. 

مضيفا أعتقد أن الشرارة التي أطلقت هذه الحرب هي الفتنة التي قام بها عناصر النظام السابق داخل المؤسسة العسكرية. وظل نظام عمر البشير يدعو إلى نشر الفتنة والتصادم بين الجيش وقوات الدعم السريع. 

ويبدو أنه نجح في هذا الأمر، ولا أعتقد أن القوات المسلحة كانت تنوي الدخول في معركة في قلب الخرطوم. ولكن استطاع الإسلاميون والإخوان المسلمين داخل مؤسسة الجيش جر الطرفين لهذه المعركة والخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى