السودان.. الحكومة تضطر لاستلام مساعدات إنسانية عبر تشاد بسبب المجاعة
أجبرت الحكومة السودانية اليوم الأربعاء على الموافقة للمرة الأولى على استلام مساعدات إنسانية عبر تشاد وجنوب السودان .وذلك بعد ضغوط أممية ودولية في خضم مخاوف من مجاعة تفتك بالبلاد.
وأضافت الحكومة في بيان أنها ستحدد مسارات. ومطارات في المناطق المختلفة لاستقبال المساعدات الانسانية.
وكان قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان رفض مرور المساعدات عبر التشاد بذريعة اتخاذها كمبرر لتسليح قوات الدعم السريع التي نفت تلك التهم جملة وتفصيلا.
واضطرت الأمم المتحدة إلى تقييد عملياتها من تشاد الى دارفور عبر الحدود. لكن مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان إيدي رو قال للصحافيين الشهر الماضي .إن “السلطات قيّدت” هذه العمليات.
وكانت الخارجية الأميركية عبرت عن قلقها من “قرار للجيش حظر المساعدة الإنسانية .عبر الحدود من تشاد والتقارير التي تفيد بأن القوات المسلحة السودانية تعيق. وصول المساعدة إلى المجتمعات في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع“.
وكان فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قال الجمعة الماضي إن المنع المتعمد والواضح لوكالات الإغاثة من الوصول الآمن إلى داخل السودان. الذي تمزقه الحرب يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب. فيما كشفت تقارير منظمات إنسانية أن عشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية. التي وصلت إلى البلاد لا تزال محتجزة في ميناء بورتسودان الذي يخضع لإدارة رئيس مجلس السيادة البرهان.
والشهر الماضي وجه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ‘حميدتي‘ نداء عاجلا إلى المجتمع الإقليمي والدولي. داعيا إلى التحرك الفوري من أجل تنفيذ التدخلات الإنسانية العاجلة لإنقاذ أرواح المتضررين في المناطق الأكثر تأثرا. متّهما البرهان بعرقلة مرور المساعدات.
وتخوض قوات الدعم السريع قتالا مع الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان من العام الماضي في حرب أسفرت عن مقتل الآلاف .وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
ويواجه السودان خطر المجاعة. حيث حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهرا .”قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم” في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.
المعارك تهدد حياة الملايين كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إن المعارك .التي أوقعت آلاف القتلى وأدت الى نزوح ثمانية ملايين شخص. “تهدد حياة الملايين كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها” متابعة “قبل عشرين عاما، شهد دارفور أكبر أزمة جوع في العالم ووحد العالم(آنذاك) جهوده لمواجهتها .ولكن السودانيين منسيون اليوم”.
وأصبح قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والنهب والاغتصاب والتهجير القسري وإحراق القرى من الممارسات اليومية التي يتكبدها 48 مليون سوداني.
وأكدت ماكين أنه ما لم يتوقف العنف “قد تخلف الحرب في السودان أكبر أزمة جوع في العالم”.
ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من “5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن. وتقول منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور.
وفي جنوب السودان إلى حيث لجأ 600 الف شخص هربا من الحرب. “يعاني طفل من كل خمسة أطفال في مراكز الايواء عند الحدود من سوء التغذية”، بحسب ماكين.
ويعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد وصار خمسة ملايين من منهم على شفا المجاعة في حين يعاني العاملون في مجال الاغاثة الانسانية الذين يساعدونهم. من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.