السودان.. الجيش يقصف بلا هوادة أحياء سكنية بالخرطوم
أفاق سكان الخرطوم على قصف مكثف شنّه الجيش السوداني على عدد من الأحياء السكنية مع تجدد الاشتباكات بين قوات البرهان وقوات الدعم السريع. في وقت حذّرت فيه منظمة إغاثية من أن النزاع المتواصل يهدّد بتفشي الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال في مخيمات النازحين.
وأبلغ شهود في ضاحية أم درمان بشمال غرب الخرطوم عن وقوع “اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق حي العرب والسوق الشعبي والعرضة”. كما حلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة وضواحيها، بحسب السكان.
ويأتي ذلك غداة شنّ قوات الدعم هجوما على قيادة سلاح المدرعات في العاصمة، بينما تعرضت مناطق في شمال الخرطوم لقصف مدفعي، وفق الشهود.
وأعلنت قوات الدعم السريع اليوم الأحد عن إسقاط طائرة حربية من طراز “ميغ” تابعة للجيش السوداني. وأفادت في بيان نشرته على صفحتها بموقع “فيسبوك” بأن “طيران الانقلابيين هاجم صباح اليوم عددا من الأحياء السكنية في مدن العاصمة الثلاث مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات وسط المدنيين..”.
وتابعت “تصدى أشاوس الدعم السريع لاعتداءات فلول النظام البائد بإسقاط الطائرة من طراز (ميغ) كانت تقصف المواطنين الأبرياء”. مضيفة أنها “لن تتراجع خطوة واحدة للوراء دون كسر حلقة الشر التي صنعها الانقلابيين والفلول الحالمين بالعودة إلى السلطة لممارسة طغيانهم على شعبنا العظيم”.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”. وأدى النزاع الى مقتل نحو 2800 شخص ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص.
وتتركز المعارك في العاصمة ومناطق قريبة منها. إضافة إلى إقليم دارفور بغرب البلاد حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى “جرائم ضد الانسانية” ويتخذ أبعادا عرقية.
ولجأ أكثر من 600 ألف شخص من النازحين إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصا إلى مصر شمالا وتشاد غربا. واستقبلت تشاد الحدودية مع دارفور آلاف الفارين من الإقليم الذي توازي مساحته ربع مساحة السودان.
ومنذ اندلاع النزاع، شهد إقليم دارفور بعضا من أسوأ أعمال العنف التي ترافقت مع انتهاكات انسانية وجنسية وجرائم قتل على أساس عرقي، وعمليات نهب واسعة النطاق، وفق ما تؤكد منظمات إنسانية وشهود.
وأفادت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية السبت بتسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضد النساء في الخرطوم ودارفور، خصوصا في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور.
وقالت في بيان عبر صفحتها على فيسبوك “بلغ إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم 42 حالة.. بينما سجلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع”. وسبق للوحدة أن سجّلت 25 حالة اعتداء جنسي في نيالا عاصمة جنوب دارفور، معربة “عن قلقها الشديد إزاء تنامي ظاهرة الاستهداف العرقي للنساء والفتيات”.
وأعادت الأحداث الراهنة في دارفور إلى الأذهان الذكريات المريرة لأعمال العنف الدامية التي شهدها على مدى عقدين من الزمن اعتبارا من عام 2003، في نزاع أوقع نحو 300 ألف قتيل وشرّد 2.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وحذّر حاكم دارفور وزعيم التمرد السابق مني مناوي السبت من أن النزاع الراهن دخل “مرحلة حرجة”. وكتب عبر تويتر “الحرب في السودان دخلت مرحلة حرجة تهدد وحدة البلاد وقد تضاءلت فرص النجاح لكل المبادرات الإقليمية والدولية للخروج من الأزمة”. وجدد دعوته لـ”المبادرة الوطنية للمصالحة ونأمل أن تكون مدخلاً لوقف إطلاق النار”.
وحتى قبل اندلاع النزاع الحالي، كان السودان يعد من أكثر دول العالم فقرا. ويحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
ولجأ مئات الآلاف من النازحين داخل البلاد الى مناطق بقيت في منأى عن المعارك، لكنها تعاني كغيرها من صعوبة في توفير الخدمات الأساسية.
وحذّرت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الأحد من أن ولاية النيل الأبيض على مسافة نحو 350 كلم جنوب الخرطوم باتت تستقبل “أعدادا متزايدة” من النازحين.
وكتبت عبر تويتر “تستضيف 9 مخيمات مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال”، محذّرة من أن “الوضع حرج” في ظل الاشتباه بحالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال.
وأضافت “عالجنا ما بين 6 و27 يونيو 223 طفلًا اشتُبه بإصابتهم بالحصبة وتم إدخال 72 طفلًا وتوفي 13 في عيادتين ندعمهما”.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية
تستقبل ولاية #النيل_الأبيض في #السودان أعدادًا متزايدة من الأشخاص الفارين من النزاع.
تستضيف 9 مخيمات مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال. الوضع حرج، خاصة مع الاشتباه بحالات #الحصبة و #سوء_التغذية لدى الأطفال والتي تعد المشاكل الصحية الأشد إلحاحًا. pic.twitter.com/gPxEQTcAPG— MSF Sudan (@MSF_Sudan) July 2, 2023
، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
وتكرر المنظمات الإنسانية التشديد على أهمية تخصيص ممرات آمنة لعبور المساعدات خصوصا مع بدء موسم الأمطار الذي يمتد بين يونيو وسبتمبر ويتسبب في فيضانات تودي بضحايا وتعيق الحركة على الطرق.