أحداث

السودان.. الجهود الإنسانية في مأزق وسط طريق الحرب المظلم


تمضي الحرب في السودان من سيئ إلى أسوأ، رغم الجهود الدولية المكثفة للعودة إلى طاولة المفاوضات لوقف نزيف الدماء المستمر منذ أبريل/نيسان 2023.

وبينما أعلنت السلطات الصحية بولاية الخرطوم، الأربعاء، عن سقوط 21 بين قتيل وجريح في مدينة أم درمان جراء الاشتباكات، أعلنت دول كبرى عن عقد اجتماع وزاري، الأربعاء المقبل، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لدعم الاستجابة الإنسانية بالبلد الأفريقي الذي دمرته الحرب المستمرة.

وشهدت مدن سودانية رئيسية، تجدد القصف المتبادل بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني.

وقالت مصادر عسكرية إن “الجيش السوداني تبادل القصف المدفعي من مواقعه شمالي أم درمان، مع قوات الدعم السريع المتمركزة في الخرطوم بحري، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية”.

وأفادت المصادر العسكرية أن مدفعية وطيران الجيش السوداني، قصفت أهدافًا عسكرية للدعم السريع في منطقتي الحلفايا والأزيرقاب شمالي الخرطوم بحري، مما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في السماء.

ودعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، طرفي الصراع إلى العودة للانخراط في مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرًا.

وقال بايدن في بيان: “ندعو جميع أطراف هذا الصراع إلى إنهاء هذا العنف والتوقف عن إذكائه، من أجل مستقبل السودان والشعب السوداني بأكمله”.

وأضاف: “أدعو الطرفين المتحاربين المسؤولين عن معاناة السودانيين – القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – إلى سحب قواتهم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب”.

وتحدث بايدن عن القرارات التي أصدرتها حكومته ضد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، متهماً الطرفين بارتكاب جرائم حرب، مشيرا إلى أن واشنطن فرضت عقوبات على 16 كيانًا وشخصًا لدورهم في تأجيج الصراع أو ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

قصف أحياء سكنية

في السياق ذاته، قصفت طائرات الجيش السوداني مواقع لقوات الدعم السريع في أحياء كافوري وحلة كوكو بمحلية شرق النيل شرقي مدينة بحري، بالتزامن مع استهداف الطيران الحربي تجمعات الدعم السريع في حي الرياض شرقي الخرطوم، بحسب المصادر العسكرية.

ووفقًا لشهود عيان، سقطت القذائف المدفعية على أحياء المنارة وضاحية الثورة بمحلية كرري شمالي مدينة أم درمان.

اجتماع وزاري رباعي

ومع تدهور الأوضاع الإنسانية، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في بيان مشترك، عن تنظيم اجتماع وزاري على هامش الدورة 79 للجمعية العامة لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.

وأوضح البيان أن الحدث الوزاري المهم يمثل فرصة لتقييم التحديات وتحديد السبل للمضي قدمًا بشكل جماعي.

وأضاف: “سيكون هذا الحدث دعوة لاتخاذ إجراءات عالمية متضافرة لمعالجة عواقب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان وتأثيرها على المنطقة، وزيادة الدعم لجهود الاستجابة الجارية”.

تعطل الخدمات الأساسية

وأوضح البيان أن السودان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد مدمرة، حيث تفاقمت أزمة الجوع غير المسبوقة مع معاناة نحو 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار إلى أن النزاع تسبب في أضرار جسيمة للمدنيين، مع تصاعد المخاوف بشأن أوضاع النساء والفتيات في ظل الانتهاكات، بالإضافة إلى تعطل الخدمات الأساسية وسبل عيش ملايين الأشخاص.

وأكد البيان أن المنظمات الإنسانية تحاول توسيع نطاق أنشطتها المنقذة للحياة في بيئة عمل بالغة الصعوبة، مع وجود مجموعة واسعة من العوائق التي تحول دون الوصول، بما في ذلك الفيضانات.

وفي الأيام الأخيرة، احتدمت المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني للسيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة للجيش في ولاية شمال دارفور، التي تعتبر بوابة للسيطرة على المدينة.

وجددت قوات الدعم السريع قصفها للعاصمة الفاشر بالمدفعية الثقيلة، بينما حلق الطيران الحربي التابع للجيش السوداني في سماء المدينة لمنع اقتحامها.

وتشكو وكالات الأمم المتحدة العاملة في السودان من نقص حاد في الموارد، حيث تم تأمين 41% فقط من 2.7 مليار دولار، المخصصة لخطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى