السودان.. استمرار أصوات الرصاص والمدنيون يتعرضون للخطر
من سيئ إلى أسوأ تمضي وتيرة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، والنتيجة النهائية مضاعفة الأوضاع الإنسانية وتعقيدها.
وأبلغ شهود عيان “العين الإخبارية” أن اشتباكات جديدة اندلعت الخميس جنوبي العاصمة الخرطوم، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجانبين، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وبحسب شهود العيان فإن أحياء “جبرة” و” الشجرة” و” مايو” و”الأزهري” و”السلمة” جنوبي الخرطوم، تشهد انقطاعا شبه دائم في خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت.
وقال الجيش السوداني، في بيان مقتضب، إن “قوات العمل الخاص بسلاح المدرعات (جنوبي الخرطوم) تقوم بعمليات تمشيط واسعة لمنطقة جبرة والعشرة”.
ولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع حول الاشتباكات الجديدة في العاصمة الخرطوم.
وبحسب شهود العيان، فإن مدينة بحري شمالي الخرطوم، ما زالت تشهد اشتباكات مسلحة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
الأوضاع الإنسانية
وقال المواطن السوداني وليد الحسين إن الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عقّدت الوضع الإنساني.
وأضاف الحسين، لـ”العين الإخبارية”، أن “الحياة في مدينة بحري أصبحت صعبة في ظل انعدام الغذاء والدواء”، مشيرا إلى أن المنطقة شهدت موجة نزوح جديدة إلى المناطق الأكثر أمنا، هربا من الموت والجوع.
وطبقا للشهود فإن مدينة أم درمان، غربي العاصمة، تشهد أيضا اشتباكات عنيفة ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان بها.
وقال شهود العيان إن قوات الجيش السوداني ما زالت تمشط أحياء أم درمان القديمة، وتلاحق قوات الدعم السريع.
من جانبها، قالت هاجر عيسى إن مدينة أم درمان ظلت تشهد اشتباكات عنيفة ومطاردات في الشوارع، الأمر الذي ضاعف من معاناة المدنيين.
وأوضحت هاجر أن المدينة أصبحت طاردة ولجأ أغلبية المواطنين إلى أطراف المدينة، وقام البعض بالسكن في مقار المدارس.
وتسببت الاشتباكات المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في أحياء أم درمان القديمة، بموجة نزوح للمواطنين إلى أماكن أخرى.
أحوال دارفور
وما زالت مدن نيالا وزالنجي والجنينة في دارفور غربي البلاد تشهد أوضاعا أمنية وإنسانية كارثية منذ اندلاع الاشتباكات في 15 أبريل الماضي.
وأعلن الجيش السوداني، مساء الأربعاء، تأمين قواته محيط مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور غربي البلاد عقب عمليات تمشيط واسعة، بعد أيام من إعلان قوات “الدعم السريع” سيطرتها على الولاية.
وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبدالله، في بيان، إن “الفرقة “21 زالنجي” التابعة للجيش السوداني قامت بعمليات تمشيط ناجحة خلال اليومين الماضيين”.
وأضاف “أمنت قواتنا معظم محيط مدينة زالنجي التي تنعم حاليا بكثير من الأمن والاستقرار”.
ويوم الجمعة الماضي، نفى الجيش السوداني سيطرة قوات “الدعم السريع” على ولاية وسط دارفور بعد ساعات من إعلانها سيطرتها على الولاية.
نزوح مستمر
ومع استمرار الصراع، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، نزوح 4 ملايين شخص في السودان بسبب الاشتباكات منذ أبريل الماضي، 71% منهم في ولاية الخرطوم.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان، “بعد 16 أسبوعا من النزاع في السودان، نزح نحو 4 ملايين شخص داخل البلاد”.
وأضافت أنه فر من ولاية الخرطوم أكثر من 71% من بين نحو 4 ملايين نازح في السودان، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة”.
وفي 26 يونيو الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة فرار أكثر من 3.5 مليون شخص من السودان منذ اندلاع الاشتباكات.
ووفق سلامي فإنه توجد تقارير عن بعض المدنيين الذين حاولوا الفرار من الاشتباكات العنيفة بولاية غرب دارفور (غربي السودان)، بعبور الحدود إلى تشاد في 26 يوليو الماضي.
وقالت إنه: “كما سجلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عددا من الحالات التي واجه فيها اللاجئون الذين حاولوا الفرار صعوبات على طول الطريق”.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم من المدنيين، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.