أحداث

‘الدعم السريع’ تنسّق مع الأمم المتحدة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية


 جددت قوات الدعم السريع التزامها الصادق بالمساعدة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام. في وقت حذرت فيه 19 منظمة إنسانية دولية اليوم الجمعة من مجاعة وشكية في السودان.

وأفادت الدعم السريع في منشور على منصة “إكس”، تويتر سابقا. بأن “المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السفير رمطان العمامرة بمقر الأمم المتحدة بالعاصمة الكينية نيروبي استقبل اليوم الجمعة الوفد التفاوضي لقوات الدعم السريع. الذي يضم كلا من محمد مختار النور وعزالدين الصافي ونزار سيد أحمد بحضور كلمنتاين سلامي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان”.

وتابعت أن “اللقاء تمحور حول بحث سبل تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة وقوات الدعم السريع بما يسهل عملية توصيل المساعدات الإنسانية للمتأثرين في جميع أنحاء البلاد. إلى جانب توفير الحماية للمدنيين”.

وأضافت أن “الجانبين “استعرضا التحديات التي تواجه الوصول الآمن والسريع للمساعدات الإنسانية”، لافتة إلى أن “الوفد أكد التزام قوات الدعم السريع بمضاعفة الجهود من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. لا سيما اتخاذ القوات جملة من الخطوات التي تساهم في تسهيل العملية”.

وسلط الوفد الضوء على “عمليات القصف الجوي الممنهج للطيران العسكري على المدنيين والمستشفيات ومصادر المياه والمرافق العامة إلى جانب الإجراءات التعسفية التي يتخذها الجيش وميليشياته وعناصر النظام القديم ضد المواطنين على أساس الهوية والجهة سيما منع المواطنين المنحدرين من مناطق محددة من استخراج الوثائق الرسمية .وكذلك القتل والتعذيب والاعتقال والتحفظ على أساس الهوية”.

وختمت الدعم السريع بقولها إن “الطرفين اتفقا على مواصلة اللقاءات ومضاعفة الجهود من أجل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لتخفيف معاناة المدنيين”.

 

وأكدت شهادات عاملين في المجال الإغاثي وتقارير دولية أن الجيش السوداني عرقل تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الحرب. ضمن انتهاج قائده عبدالفتاح البرهان سياسة الأرض المحروقة، متجاهلا كافة النداءات المحذرة من تفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد.

وفي المقابل أبدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” طيلة الفترة الماضية استعداده التام للانخراط في أي جهود تهدف إلى الإيفاء بالاحتياجات الإنسانية وحماية المدنيين والتعاون مع المنظمات لتوصيل المساعدات في جميع مناطق السودان.

وحذرت 19 منظمة إنسانية دولية اليوم الجمعة من حدوث مجاعة وشكية في السودان في حال استمرار أطراف الصراع في منع الوكالات الإنسانية من تقديم الإغاثة للمحتاجين. وفق ما ذكره موقع “أخبار الأمم المتحدة”.

وأشارت المنظمات الدولية إلى أن “زيادة العقبات أمام تقديم المساعدات بصورة سريعة وواسعة النطاق تعني أن المزيد من الناس سيموتون”. داعية الأطراف المتحاربة إلى “حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واعتماد وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وفي مؤتمر صحفي بجنيف. قال متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لاركيه إن “المجاعة في السودان من المرجح أن تترسخ في أجزاء كبيرة من البلاد. حيث سيفر المزيد من الناس إلى البلدان المجاورة وسيتعرض الأطفال للمرض وسوء التغذية وستواجه النساء والفتيات مزيدا من المعاناة والمخاطر”.

وأكد المتحدث الأممي أن “نحو 18 مليون شخص في السودان يعانون بالفعل من الجوع الشديد ويعاني 3.6 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد”، وفق البيان.
ورغم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان، لا يزال عمال الإغاثة يواجهون “عوائق منهجية وحرمانا متعمدا من الوصول لطالبي المساعدة من قبل أطراف النزاع”. وفقا للبيان المشترك للمنظمات.
وشدد لاركيه، على أن “التنقلات عبر خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم وإقليم دارفور وولاية الجزيرة وإقليم كردفان توقفت منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول”.

وأوضح أنه في مارس/آذار وأبريل/نيسان من العام الجاري “حُرم ما يقرب من 860 ألف شخص من المساعدات الإنسانية في تلك المناطق”. مضيفا أن “ظروف توصيل المساعدات سيئة وخطيرة للغاية”.
وشدد على أن “عمال الإغاثة يتعرضون للقتل والإصابة والمضايقات. بينما يتم نهب الإمدادات الإنسانية”، وفق البيان.
وأشار البيان إلى أن “إغلاق معبر أدري الحدودي، من تشاد إلى غربي دارفور. في فبراير/شباط الماضي، أدى إلى خفض إيصال المساعدات في دارفور إلى مستوى هزيل”.

وعبرت المنظمات عن قلقها إزاء انخفاض مستويات التمويل للاستجابة للأزمة .ودعت الجهات المانحة إلى “الوفاء بشكل عاجل بالالتزامات التي تعهدت بها في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان الذي جرى في باريس في 15 أبريل/نيسان الماضي”.
وأوضح البيان أنه “بعد مرور ما يقرب من 5 أشهر من العام الجاري. لم يتم تمويل النداء الإنساني لداخل السودان البالغ 2.7 مليارات دولار إلا بـ16 بالمئة فقط”.
ومطلع فبراير/شباط الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداءً لجمع 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسودانيين داخل وخارج البلاد.

وأوضحت الأمم المتحدة أن ميزانية خطة الاستجابة لعام 2024، المقدرة بـ4.1 مليار دولار. تهدف إلى دعم نحو 17.4 ملايين شخص في السودان والمنطقة. منها 2.7 مليارات دولار لمساعدة 14.7 ملايين شخص داخل البلاد. و1.4 مليار دولار تستهدف نحو 2.7 مليون شخص في 5 دول مجاورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى