أحداث

“الدعم السريع” تطبق الحصار على قوات البرهان في ولاية النيل الأبيض


أطبقت قوات الدعم السريع السودانية، الحصار، على قوات عبدالفتاح البرهان في ولاية النيل الأبيض من 3 اتجاهات.

وواصلت قوات الدعم السريع تقدمها بعد السيطرة على “جبل موية” وسط السودان لتصل إلى تخوم مدينة سنار من الجهة الغربية الشمالية، قبل أن تقرر الانسحاب شمالًا نحو 40 كيلومترًا.

وأفادت مصادر أن قيادة قوات الدعم السريع أصدرت تعليماتها للقوة في محور سنار بالتراجع إلى “جبل موية” وعدم دخول مدينة سنار.

وكانت قوات الدعم السريع، بسطت سيطرتها على منطقة “جبل موية” الإستراتيجية الواقعة على الطريق الرابط بين مدينتي “سنار وربك” في ولاية النيل الأبيض، الأمر الذي سهل عليها دخول ولايات أخرى .

موقف تفاوضي

وتوقع محلل عسكري سوداني أن تكتفي قوات الدعم السريع بالسيطرة على منطقة “جبل موية”، دون الدخول إلى مدينة سنار، لتضع بعدها قوات البرهان في ولاية النيل الأبيض ومدينة المناقل تحت الحصار، كموقف تفاوضي، إذ إن المنطقتين لا يمكن أن يصلهما بعد اليوم الإمداد العسكري إلا عبر الإسقاط الجوي.

وأوضح المحلل الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن قوات الدعم السريع لا ترغب في تكرار تجربة ولاية الجزيرة بمدينة سنار، إذ ارتكبت مجموعات تتبع للجيش السوداني انتهاكات وجرائم حاولت إلصاقها بقوات الدعم السريع، وهذا مخطط للجيش يسعى لتكراره في سنار.

وأشار إلى أن معطيات يوم أمس الثلاثاء، تشير إلى أن الجيش كان يخطط للانسحاب من مدينة سنار على طريقة ودمدني، إذ انسحب سريعًا من “جبل موية” ثم لاحقًا من ارتكازاته شمال سنار تاركًا بعض الميليشيات الموالية له خلفه.

وكانت مصادر كشفت أن الذين يقاتلون ضد قوات الدعم السريع منذ يوم الاثنين، أغلبهم من المستنفرين فيما يعرف بـ”المقاومة الشعبية” بعد ما انسحب الجيش باكرًا من منطقة “جبل موية” إلى داخل سنار.

وأشارت المصادر إلى أن انسحاب الجيش السوداني من “جبل موية” أثار غضب “المقاومة الشعبية” التي يسيطر عليها عناصر نظام البشير السابق، حيث أصدر المتحدث باسمها بسنار عمار حسن عمار، بيانًا حول ما جرى في المنطقة في أول حادثة إذ إن البيانات العسكرية كالعادة تصدر عن المتحدث باسم الجيش السوداني.

وقال في بيانه إنّ قوات الدعم السريع حشدت كل قواتها بنيّة الهجوم على سنار وقطع الطريق الرابط بين ولايات النيل الأبيض وسنار، وبالتالي قطع كردفان وشرقي السودان. موضحًا أن “الدعم السريع “تسارع الخطى لتحقيق تقدم قبل دخول فصل الخريف. حيث جهزت كذلك جرارات بديلة للسيارات القتالية، تمكنها من تجاوز وحل الأمطار.

3 ولايات

وقال الصحفي بولاية سنار، إدريس عبدالله، إن سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة “جبل موية” نحو 40 كيلومترًا غربي مدينة سنار. يعني أن هنالك ثلاث ولايات أصبحت على وشك أن تسيطر عليها قوات “الدعم السريع”.

وأوضح في قوله إن ولايات “النيل الأبيض وسنار والقضارف” باتت في مرمى أسلحة قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على سلسلة جبال موية، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني يحاول منذ صباح الثلاثاء. استعادتها من خلال القصف الجوي والمدفعي والاشتباكات المباشرة مع دفاعات “الدعم السريع”.

 

ونوه عبدالله إلى أن منطقة “جبل موية” تتضمن سلسلة جبلية تطل على الطريق الرئيس الرابط بين مدينتي ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض، وسنار عاصمة ولاية سنار. ما يعني فعليًا فصل الولايتين عن بعضهما البعض وفق قوله.

ولاية النيل الأبيض

وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة “جبل موية” الإستراتيجية أصبح الطريق الرابط بين مدينتي “سنار – ربك” خارجًا عن الخدمة، الأمر الذي جعل قوات الجيش في ولاية النيل الأبيض تحت الحصار من ثلاثة اتجاهات هي الشمال والغرب والشرق. ولم يتبق إلا الاتجاه الجنوبي الذي يحاذي دولة جنوب السودان.

ويحتفظ الجيش السوداني بمقر قيادة الفرقة 18 في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض. بينما تسيطر قوات الدعم على الطريق الرابط بينها وبين كردفان عند مدينة أم روابة من جهة الغرب، كما تسيطر على الطريق الرابط مع الخرطوم عند مدينة القطينة من جهة الجنوب. ثم أصبحت تسيطر الآن على الطريق الذي يربط النيل الأبيض مع ولاية سنار من جهة الغرب.

كذلك بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة “جبل موية” أصبحت مدينة المناقل بولاية الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الجيش هي الأخرى معزولة ومحاصرة. من ثلاثة اتجاهات عدا اتجاه الغرب مع مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض.

كذلك أصبحت القاعدة الجوية التابعة للجيش السوداني في منطقة “كنانة” هي الأخرى مهددة. حيث باتت على بعد نحو 40 كيلو مترا عن مواقع سيطرة قوات الدعم السريع الجديدة في جبل موية.

وتقع ولاية سنار في الاتجاه الجنوبي من البلاد في نطاق “السافانا الغنية” حيث تتعطل الحركة خلال فصل الخريف بسبب وحل الأمطار الغزيرة، إلا عبر الطرق المعبدة. إذ باتت هذه الطرق التي تربط بين سنار والنيل الأبيض والجزيرة جميعها في يد قوات الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى