أحداث

الخرطوم تشتعل بالمعارك والأطفال يدفعون الثمن


تتفاقم الخسائر البشرية والاقتصادية وما يترتب عليهما من معاناة، جراء الحرب المستعرة في السودان منذ ١٤ شهرا، التي تقود البلاد للمجهول.

وأفادت مصادر عسكرية باندلاع مواجهات عنيفة، اليوم الجمعة، بمدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، في تصعيد جديد للعمليات الحربية بالمنطقة.

ووفق المصادر العسكرية، فإن الجيش السوداني كان موجودا بصورة مفاجئة في المنطقة، وعبرت قواته بأعداد كبيرة جسر الحلفايا الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان، وتوغل لعمق مدينة بحري، بعد أن تمكن من تدمير ارتكازات لقوات الدعم السريع في الجهة الشرقية للجسر.

لكن طرفي القتال تبادلا الحديث عن تحقيق انتصارات ميدانية على حساب الطرف الآخر.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله  سقوط 7 قتلى و28 جريحا من قوات الجيش في المعركة مع قوات “الدعم السريع“.

وأوضح أن الجيش السوداني، نفذ عملية نوعية ناجحة أدت إلى تدمير عدد كبير من آليات قوات الدعم السريع، وخلفت العديد من القتلى من قادتها وعناصرها، كما تمكنت القوات من الوصول إلى عمق الخصم في منطقة الخرطوم بحري والحلفايا، وفقا له.

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، المقدم الفاتح قرشي إن قواته بمدينة الخرطوم بحري تمكنت، اليوم الجمعة، من إسقاط طائرة حربية من طراز أبابيل تتبع للجيش.

وأوضح أن عملية إسقاط الطائرة الحربية جاءت ضمن معارك عسكرية، أدت إلى سحق عناصر الجيش السوداني، بعد محاولة التسلل إلى مدينة الخرطوم بحري وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

قصف متبادل

بينما أبلغ شهود عيان أن المواجهات بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع انحصرت في شارع مور ومزارع منطقة الحلفايا في العاصمة، واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأفاد الشهود بسماع دوي انفجارات قوية وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة، نتيجة للقصف المدفعي العنيف المتبادل في مناطق الخرطوم بحري.

وبالتزامن مع معركة الحلفايا، تقدم الجيش السوداني المتمركز في قاعدة حطاب العملياتية -وفق شهود العيان- حتى منطقة دردوق شمال مدينة الخرطوم بحري بعد أن تمكن من إبعاد قوات الدعم السريع من مناطق عديدة شمالي المدينة.

وأكد الشهود أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، “قصف بشكل مكثف أهدافا متحركة لقوات الدعم السريع قادمة من منطقة شرق النيل”.

ويسعى الجيش من خلال توغله لعمق مدينة الخرطوم بحري، إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على سلاح الإشارة في المنطقة.

وفي مدينة أم درمان، قال شهود عيان إن الجيش السوداني واصل عملياته الحربية الرامية لاستعادة السيطرة على كامل غرب المدينة.

معاناة الأطفال

ومع تصاعد وتيرة العنف، ذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أن سوء التغذية عند الأطفال وصل لمستويات الطوارئ، حيث يخاطر السودان بضياع جيل في ظل استمرار النزاع.

وتوقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في 15 أبريل/نيسان الماضي، معاناة 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم.

وقالت يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك، الجمعة، إن “سوء التغذية لدي الأطفال في السودان وصل إلى مستويات الطوارئ”.

وأوضح البيان، أن “تقديرات نسبة سوء التغذية الحاد تبلغ 15.6% بين الأطفال دون سن الخامسة في وسط دارفور، فيما تقترب النسبة من 30% في مخيم زمزم للنازحين بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور”.

البيان قال أيضا، إن “الوضع يتفاقم بسبب النزوح الجماعي ومواجهة السودان للخطر المتزايد للمجاعة الناجمة عن الصراع، حيث ستكون لها عواقب كارثية بما في ذلك فقدان الأرواح خاصة بين الأطفال الصغار”.

وأضاف: “جميع المؤشرات تشير إلى تدهور كبير في الوضع الغذائي للأطفال والأمهات في السودان، وحياة الأطفال في خطر وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت”.

ويكافح السودانيون من أجل البقاء، بعد تعطل سُبل العيش في المناطق الحضرية والريفية بسبب النزاع، إذ يُعاني 18 مليون شخص منهم من الجوع الشديد ومن ضمن هؤلاء يوجد قرابة 5 ملايين فرد على حافة المجاعة.

وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان، هذا الأسبوع، من وفاة 7 آلاف أم جديدة و220 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الأسابيع والأشهر المقبلة، مشددًا على أن الوضع قاتم بالنسبة لـ1.2 مليون امرأة حامل ومرضع سيعانين من سوء التغذية هذا العام.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف كاثرين راسل، إن “أطفال السودان يعانون من أعمال عنف مروعة ونزوح وصدمات ويواجهون الآن مجاعة محتملة”.

وطالبت أطراف النزاع بضرورة السماح بوصول المساعدات بشكل عاجل، من أجل حصول الأطفال على الغذاء والماء والرعاية الطبية والمأوى، لكن الأهم من ذلك كله أنهم بحاجة إلى السلام.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى