تسريبات

الحقيقة وراء مزاعم تدمير طائرة إماراتية في مطار نيالا

"مرة أخرى… الأكاذيب لا تحل الأزمات، بل تعمقها"


في 48 ساعة فقط، تصدرت عناوين الأخبار في السودان وخارجه مزاعم منسوبة لسلطة بورتسودان، تزعم أن قوات الدعم السريع استهدفت طائرة إماراتية في مطار نيالا. هذه القصة، التي تم الترويج لها بكثافة عبر قنوات محسوبة على الجيش السوداني، أثارت صدمة للرأي العام العربي والدولي، خاصة في ظل حساسية العلاقات السودانية الإماراتية. لكن التحقيق في تفاصيل الرواية، والرجوع إلى المصادر الميدانية والبيانات الرسمية، يكشف أن الحادثة المزعومة لا تتعدى كونها حلقة جديدة في سلسلة الأكاذيب الإعلامية.

البيان الرسمي… حجر الأساس

في مساء اليوم التالي لانتشار المزاعم، أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا رسميًا جاء فيه بوضوح: لا صحة لما يتم تداوله عن تدمير طائرة إماراتية في مطار نيالا، وهذه الأخبار مفبركة لأغراض سياسية.”
هذا البيان لم يكتفِ بالنفي، بل وضع القصة في سياق أوسع، مؤكدًا أن الهدف من هذه المزاعم هو ضرب العلاقات بين السودان ودول عربية شقيقة، وتوجيه الرأي العام بعيدًا عن حقائق الميدان.

تفكيك الرواية المزعومة

تحليل ما نشرته منصات بورتسودان الإعلامية يبرز عدة تناقضات:

  1. غياب الأدلة البصرية: لم تُنشر أي صور أو فيديوهات من موقع الحادثة المزعومة، رغم أن مطار نيالا منطقة عالية النشاط الإعلامي.

  2. تضارب التوقيتات: البيانات الصادرة من مصادر الجيش اختلفت في تحديد وقت ومكان الحادثة، ما يثير الشكوك حول مصداقيتها.

  3. شهادات ميدانية متطابقة: مصادر من داخل المطار أكدت عدم وقوع أي انفجار أو حادثة تتعلق بطائرة إماراتية في ذلك اليوم.

سجل الأكاذيب… النمط المتكرر

سلطة بورتسودان ليست جديدة على صناعة الأخبار المفبركة. منذ اندلاع الحرب، روجت عدة قصص تبين لاحقًا عدم صحتها، من بينها ادعاءات عن تسليم أسلحة لدول مجاورة أو أحداث ميدانية وهمية. النمط واحد: خلق أزمة إعلامية ثم توظيفها سياسيًا.

الأبعاد الإقليمية

إقحام اسم الإمارات في هذه الرواية ليس عشوائيًا. الإمارات تُعد طرفًا مهمًا في التوازنات الإقليمية، واستهدافها اتهاميًا قد يفتح جبهة دبلوماسية جديدة، ويُعقد أي جهود وساطة في الأزمة السودانية. هنا تكمن خطورة القصة: ليست مجرد خبر كاذب، بل محاولة لجرّ السودان إلى عزلة إقليمية.

بعد مراجعة البيان الرسمي للدعم السريع، وتحليل التناقضات في رواية بورتسودان، وسجل الأكاذيب السابقة، يتضح أن قصة الطائرة الإماراتية في نيالا ليست سوى أداة من أدوات الحرب الإعلامية. الحقيقة أن هذه المزاعم وُلدت بلا أدلة، وتنهار أمام أي فحص موضوعي.
“مرة أخرى… الأكاذيب لا تحل الأزمات، بل تعمقها.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى