الحرب في السودان.. هل تعيد الإخوان إلى المشهد السياسي؟
قال الكاتب الصحفي السوداني زهير عثمان حمد ان عودة الاسلاميين الى المشهد السياسي والعسكري عبر استغلال الحرب، لم تكن مجرد تطور عابر. بل تعكس استراتيجية مدروسة لاستثمار الفوضى وغياب الدولة كوسيلة لإعادة التمكين.
-
الجزيرة تغرق في الدماء.. تصاعد التوتر بين الإخوان وميليشيا درع السودان
-
مرفوضة سلفًا.. إسلاميو السودان يعرقلون مساعي السلام ويؤججون الحرب
واضاف حمد في مقالة نشرها عبر موقع سودانايل، ان الظهور المتكرر لقادة الكتائب الإسلامية، وعلى رأسهم قائد “كتيبة البراء” المصباح طلحة. ليس مجرد مصادفة. بل مؤشر واضح على محاولات الاخوان استغلال الصراع العسكري كجسر للعودة إلى السلطة.
وتابع:” سعت الجماعات الإسلامية المسلحة إلى إعادة تموضعها. مستغلة حالة الانهيار الأمني وضعف مؤسسات الدولة. كان ظهور طلحة في القصر الجمهوري بعد انسحاب قوات الدعم السريع، محاطًا بعسكريين وضباط رفيعي المستوى، علامة فارقة في تحول موازين القوى داخل الحرب. لم يعد الصراع مجرد مواجهة بين أطراف سياسية متنازعة. بل تحول إلى سباق بين المليشيات المختلفة على انتزاع السلطة بأي ثمن.
-
التصفية الجسدية في السودان.. إخوان السودان يواجهون خصومهم بالعنف
-
تصعيد البرهان يدفع للتكهن بتدخل قوات أجنبية لحماية المدنيين في السودان
ويرى المحلل السياسي الأمين بلال أن تكاثر المجموعات المسلحة يشكل الخطر الأكبر على السودان، حيث أصبحت الدولة رهينة لصراعات “الكل ضد الكل”. وسط غياب رؤية موحدة لبناء سودان مستقر. هذا الواقع يعزز فرص الإسلاميين للعودة، خصوصًا في ظل تفكك الجبهة المدنية. وانعدام مشروع وطني متكامل قادر على مواجهة تمددهم.
وذكر حمد ان تصريحات القيادي عبد الحي يوسف، الذي أقر بأن الكتائب الإخوانية المقاتلة مع الجيش “تستحق نصيبًا في السلطة”، تعكس بوضوح مشروع إعادة التمكين. هذا السيناريو يعيد للأذهان انقلاب 1989، حين استخدم الإسلاميون الجيش للوصول إلى الحكم، قبل أن يحولوا البلاد إلى ساحة للقمع والاستبداد. عودتهم اليوم، تحت أي مسمى. تعني تكرار نفس المآسي وإجهاض أي فرصة لبناء دولة مدنية ديمقراطية.
واوضح الكاتب الصحفي، ان وجود الإسلاميين في المشهد العسكري لا يقتصر على القتال. بل يمتد إلى تشكيل تحالفات معقدة مع المليشيات الأخرى، مما يضاعف من حالة عدم الاستقرار.
الصحفي محمد المختار يؤكد أن منح الإسلاميين منصات عسكرية وإعلامية داخل القوات المسلحة يضر بسمعة الجيش، ويؤكد انحرافه عن دوره المهني. فهذه الكتائب متهمة بارتكاب جرائم شبيهة بممارسات تنظيم داعش، مما يعكس طبيعة الخطر الذي يشكله وجودهم في ساحة القتال.
وختم مقاله بالقول :”لا يمكن بناء السودان الجديد بإعادة تدوير نفس القوى التي قادت البلاد إلى الهاوية، الاخوان الذين دمروا الدولة واستغلوا الدين لتحقيق مكاسب سياسية لا يمكن السماح لهم بالعودة عبر الحرب، وعلى السودانيين اليوم أن يدركوا خطورة عودة الإسلاميين تحت أي ذريعة. فالسودان يستحق مستقبلًا بلا حروب، وبلا جماعات تتغذى على الدماء والفوضى.
-
هل تقود العقوبات الأمريكية على طالت علي كرتي إلى إنهاء الحرب في السودان؟
-
قوات الدعم تسيطر على أم روّابة بكردفان
-
تفاصيل المقابلة الصحفية لقائد قوات الدعم السريع